الانتحار والجنون بسبب المال
•• أحياناً يكون المال مصدر جنون غير متوقع عندما يفاجأ الإنسان بانه ورث ملايين الدولارات وهو الذي كان قبل لحظات يبحث عمن يستدين منه ليسد صراخ معدته.. كما حدث قبل فترة لذلك الأمريكي.. فادخل إحدى المصحات العقلية هناك.. أما ماحدث مؤخراً في سوق البورصات العالمية في اليوم الذي أطلق عليه يوم الاثنين الأسود فانه شيء لا يوصف.. وتذكر الناس ذلك الانهيار الذي أصاب الاسواق المالية في عام 1929م حيث ألقى البعض أنفسهم من النوافذ.. فهذه المرة أطلق البعض النار على سماسرتهم ومن ثم انتحروا فهذا ارثر كين البالغ من العمر واحداً وخمسين عاماً خسر مئات الالوف من الدولارات في ذلك اليوم عندما سجلت البورصة في نيويورك هبوطاً قياسياً وفقد المستثمرون ألف مليون دولار في يوم واحد.. لم يتحمل (كين) الكارثة فاقتحم مكتب (ميريل لينشر) للسمسرة وقتل مديره وانتحر في مكان آخر من الولايات المتحدة.
وخسر رجل نصف مليون دولار فأقدم هو الآخر على الانتحار.
عجيب أمر هذا المال.. فالفارق بين من دخل المصحة لهبوط الثروة عليه ليس أحسن حالاً من الذي فقدها وفقد معها حياته انتحاراً لحرمانه منها كأن الأمر سواء لدى المحروم ومن تدفق عليه المال فجأة، إنها حالة الإنسان الذي لا يعرف كيف يتقبل حياته ثراءً وفقراً.
إنها الحياة بكل صورها المريرة والعجيبة.
التصنيف: