الحكيم الخبير سبحانه وصف الجماعة والفرد بوصف إيجابي في مواقع مختلفة من الذكر الحكيم فقال تعالى: “أمة مقتصدة” و “منهم مقتصد” من هنا تحدث القيمة الحقيقية لمفهوم الاقتصاد الواسع الذي إذا ما أحُسن فعله حسُن كل ما حوله على المستوى الفردي والعائلي أو المؤسسات والدول وهي قطعاً لا تعني الترشيد الارتجالي كما قد تفهم كلمة (مقتصد) بالعامية.
نحن دولة ناتجها القومي يعتمد على سلعة قابلة للتقلب، الاستغناء أو النضوب، في نفس الوقت لدينا معدل نمو سكاني مخيف، وإذا ما وضعنا هاتين المعلومتين على لوحة تعكس أيضاً عدد الخريجين والبطالة الحالية المقنعة والمتبرجة مع مبتعثين عاشوا حياة التقدم، عند إضافة فاتورة الحرب وإعادة الإعمار يرصد الرادار عاصفة اقتصادية اجتماعية تحتاج تحرك سريع يجعلنا قادرين على التعامل معها عند بلوغ ذروتها.
من الحلول العلمية والعملية لمواجهة العاصفة التي تحمل استحقاقات مركبة هو التعامل بحلول مركبة ايضاً لأن الحل الأحادي أو الحلول المتفرقة تعتبر مضيعة للوقت والمال وقد يتخللها الكثير من الفساد لأن المصمم وضع حلول استخدمت في الخارج وتفشل لدينا لأنها لم تراعي حقائق اجتماعية داخلية فينطبق عليها المثل المصري ” من بره هالله هالله ومن جوا يعلم الله”.
سوف اضرب مثال من الواقع، طالما أننا أكبر منتج بترولي في العالم فلابد أن نكون أكبر مُصنع لمختلف المواد التي يمكن انتاجها من المشتقات البترولية وبتنافسية تؤمن لنا الإكتفاء وتحقق عوائد من التصدير، هذه المصانع تستوعب أعداد كبيرة من العاملين، المسوقين محلياً وعالمياً ومن بائعي التجزئة، ويكون اختيار انتاج المصانع بناء على حاجة الأسواق وعلى مخطط منضبط للتوطين الفعال وليس أهداف في الخيال الذي يصنع الخبال.
ولأن محبة الوطن تتطلب الصراحة ولأن فاتورة الحرب الضرورية فاقمت الوضع، فائن عامل الوقت يعتبر الأمر الأهم ويمثل ميزان النتائج، لهذا التأخير في تحديد الخطوات واتخاذ القرارات مع الإعلان عنها أعتبره من االمحظورات، كذلك علينا أن نتوجس الأوضاع الإقتصادية العالمية المتوقعة وبالذات تلك التي تؤثر علينا مباشرتاً مثل حالة الدولار الصحية ومخططات العملة الدولية المستقبلية مع توخي هبوط في سعر البترول أكثر من الحالي لكي لا تكون مخططاتنا المستقبلي منتهية الصلاحية.
نحتاج مخططات تنفيذية مركبة سريعة مخرجاتها عبارة عن حلول لمشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية بمبدأ الاستدامة وليست حلول مؤقته أو هشه تراعي لعبة الكبار القادمة.

 

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *