[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

لو أنك كنت جالسا في حفلة عامة , ودخل إلى المكان نجم معروف , فان الأعناق ستتلفت باتجاهه كأمر طبيعي .. فالناس – بداهة – يحملون في عقلهم الباطن قناعة , بأن النجم إنما هو نموذج فريد وشيء مبهر وطراز مختلف عن الناس , وثمة من يعتقد أن كل النجوم بدون استثناء يحملون زخما استثنائيا من جماليات التعامل الإنساني .. ولذلك ترى الشباب في الجملة أكثر تعلقا بنجومهم , وربما ذهبوا بعيدا إلى محاكاة أولئك وتقليدهم في الإيجاب وربما في السلب , وكل ذلك تحت ضغط ما يمكن أن نقول عنه \” الإعجاب الأعمى \” ! .
روى لي احد الأصدقاء أن قدره قاده ذات مساء , لان يسير بسيارته في شارع قريب من البحر , وكان من عادة ذلك الصديق ألا يتجاوز بسرعته الـ 80 كم .. لكن ذلك السقف من السرعة يبدو انه لا يناسب بعض الناس الآخرين , يقول صديقي وفجأة حدث ارتطام كبير خلفي مصحوبا بصوت صرير الفرامل .
ويضيف : قبل أن استوعب ما حدث خلفي كانت السيارة المجنونة قد وصالت إلينا – ابني وأنا – لترتطم بمؤخرة سيارتنا بقوة شديدة فتدفعها مسافة بعيدة إلى الأمام , وعندها دخلت في غيبوبة قصيرة نتيجة هول هذه الكارثة غير المحسوبة .. المهم أن ربنا سلّم ونجونا أنا وابني من الإصابات , فيما عدا سيارتنا التي لحقتها أضرار متوسطة .
ويقول : المفاجأة …. أن \” سيد المشهد \” كان نجما من نجوم المجتمع , اتضح ذلك بعد أن وضعت الحرب أوزارها , وخرجنا نحن ضحايا الحادث من سياراتنا لنقف على أبعاد \” المسرحية \” .. وعلى كون بطلها مفاجأة لنا جميعا , باعتباره نجما من النجوم , وان كانت الأقدار والحوادث في واقع الأمر يمكن أن تصدر من هذا وذاك , وتصيب ذاك وهذا .. وبقي اللافت أو المحزن – لا ادري – انه ووسط تجمهر الناس حول الحادث , وفي غمرة الهرج والمرج , كان \” سيد المشهد \” قد اختفى , وكأنه \” فص ملح وذاب \” .. يا للهول أين ذهب , ومن الذي اقتلعه من المكان ؟ .. ذاك كان سؤال صديقي الذي لم يجد له جوابا حتى اللحظة فيما يبدو .
يقول صديقي : ورغم أنني \” تنازلت \” عن حقي الخاص مبكرا , ربما لفرحتي بسلامتنا أولا , ثم لإدراكي أن شيئا غير منطقي قد دخل المشهد , بعد غابت واحدة من حلقاته .. ويواصل : لقد ظللنا لحوالي أربع ساعات \” نعك \” في إجراءات روتينية مملة وبطيئة جدا بين مكان الحادث , ومقر الجهة الرسمية .. إلى أن خرجنا أخيرا كمن يجر أذيال الخيبة , من \” مسرحية \” لا ناقة لنا فيه ولا جمل .
إلى أن قال : لقد ظللت لعدة أيام أتوقع أن يصلني تلفون من \” سيد المشهد \” .. يعتذر فيه عما حدث , كإجراء يليق بالنجوم , وفق ما نتصوره نحن – العامة – عنهم .. لكن ذلك ظل مجرد – سراب للأسف .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *