الاستنساخ وما أدراك ما الاستنساخ

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• سألني صديقي ونحن نأخذ مجلسنا ذات يوم في احد اركان ذلك \”المطعم\” المطل على البحر في تلك المدينة \”الساهرة\” الذي كان ممتداً أمامنا حتى الافق البعيد بغموضه واسراره ورهبته ومن البعيد كانت انوار خافتة تنبعث من إحدى – البواخر – الراسية في عمق البحر، كان السكون يلف ذلك البحر إلا من بعض تلاطم امواجه وانوار اعمدة النور على ذلك \”الشاطئ\” تنعكس على صفحته وتتسع في الفضاء الواسع.
قال صديقي: خروجاً عن سياق الحوار الدائر بيننا الذي كان محوره هذا \”الربيع العربي\” الذي اطلق عليه \”الخريف العربي\” والذي اجتاح المنطقة العربية فغير الكثير من \”العادي\” الذي كانت حياة المنطقة تعيشه وتحياه. قال صديقي هل تذكر تلك \”النعجة\” دولي\” التي تم استنساخها قبل عشر سنوات وما احدثته من صدمة لدى الكثيرين، انها كانت صرخة علمية اقامت الدنيا ولم تقعدها لحظتها. ودخل أهل الاختصاص في مختبرات أبحاثهم ليكتشفوا ان هناك أناساً مستنسخون من مختبرات آخرين وهم يمثلون شريحة لا يستهان بها.
أليس كذلك؟
قلت له وأنا اداري اعجابي بما قاله : لم أفهم السؤال؟ ماذا تقصد؟
قال اعتقد ان سؤالي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
لا اكتمكم لقد ادهشني السؤال فرحت أقول له وأنا اطارد تداعي أفكاري العملية عن \”الاستنساخية\” هذه ماذا يحدث عندما يخرج لنا هذا \”العلم\” الاستنساخي المذهل صورة طبق الاصل \”لإنسان\” يأتينا بكل تكوينه الفكري والعصبي والنفسي \”ماذا لو أتانا \”بهتلر\” آخر او \”بقذافي\” ثانٍ .. او صدام جديد بمعنى ان يفكر المنسوخ بذات الافكار التي كانت لدى المنسوخ منه؟.
عندها قال صديقي وهو يعبث في حبات \”مسبحته\” وصوت حباتها له رنين خافت بين أصبعيه.
لقد وصلت إلى ما أريد ان أصل اليه أو أن اقوله لك:
إذا تمكن هذا العلم من الوصول الى هذا المستوى من \”الاستنساخ\” وتعمق في داخل نفسية الانسان فإنه يكون استطاع ان يخترق كل حجب اغوار النفس وعندها تكون الكارثة بحق.
قلت له – وقد اردت ان \”أجره\” الى الواقع المعاش – ألا تعتقد ان هناك أناساً \”مستنسخون\” من آخرين يحاولون ترسم خطاهم والتشبث بكل تفاصيل حياتهم؟ إن هناك \”استنساخاً\” في الفكر وفي الرؤيا والتوجه وهذا أخطر \”استنساخ\” كما اعتقد.
قال نعم ان \”الذوبان\” في فكر معين دون تمحيص هو من أدق الامور التي يجب على الانسان النظر إليها بحذر وروية.
ياه.. قلت له لقد نسينا \”النعجة دولي\” كما يبدو ان الزمن يأخذ الانسان في مناحي عديدة وبعيدة عن ما يعتقد هو انه سوف يتوقف عند سؤاله الكبير.
صمت وراح يلملم بعض اشيائه فلملمت اشيائي وخرجنا من ذلك المقهى وصوت الريح \”يزوبع\” في ارجاء المكان.
كان ذلك الشيخ الجليل يخرج كل يوم يتأمل في النجوم ويعود وهو ممتلئ بهجة وسرورا لا يعرف من أين يأتيه ذلك الشعور الغامر.. كان يلمح عليها بعض الشرود ذلك الشرود الصامت المتأمل فكل ما دخل عليها وجد عندها رزقاً.قال لها متسائلاً من أين لك هذا؟ .. وهي ترخي نظراتها على الأرض باستسلام ورضا تقول:إنه من عند ربي انه يرزق من يشاء بغير حساب.هكذا هو الإيمان في عمقه الزاهي عندما يشع من داخل الإنسان.إنه يرزق من يشاء بغير حساب.

•• آخر الكلام
تستطيع ان تتغلب على ما تواجهه من صعوبة اذا ما استطعت ان تكون صادقاً فيما تحاول القيام به وتخلصت عن متابعة صغائر الأمور وتفرغت لما هو هام قبل المهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *