الاستقرار السياسي أساسي

• د. منصور الحسيني

[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]

هذا العنوان يصلح كملخص بحث نظري لتحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي للدول، ولكن في القرن الواحد والعشرين تحولت النظرية أو نتيجة البحث النظري إلى حقائق مشاهدة وملموسة على مدار اليوم لتؤكد صلاحية العنوان وبالذات الآن.
لتوضيح مدى تأثير عدم الاستقرار السياسي في حياة الإنسان مهما تشدق هذا الإنسان بشعارات البحث عن التغيير التي قد تجدها مغلفة بالمذهبية، العنصرية أو بالجهل بحقائق فُرضت في هذا الزمان، تعالوا نشاهد مثالاً بسيطاً من تأثير عدم الاستقرار السياسي والتي وصلت للعبة كرة القدم، فالمنتخب العراقي الذي وصل لمرحلة تسيد الكرة في الخليج والمنتخب المصري الذي تسيد الكرة الأفريقية أصبحا منهارين بالرغم من وجود أفضل اللاعبين، أصغرهم وأنشطهم ولكنهم مشتتين بين فقدان الأمن والاختلاف في الدين.
هذا الزمان فرض أساليب جديدة للتعامل مع الظروف الشخصية أو الاجتماعية والتي هي ظروف الوطن أو الحكومة، كانت الشعوب تثور على المحتل لتخرجه من أرضها فيتحزب الجميع ضد هذا القادم من الخارج ليسيطر على الداخل، فأعتقد الأخوة العرب كما هو حالهم دائماً في الاستيعاب المتأخر أن نفس الأدوات يمكن استخدامها للتغيير في هذا الزمان وتغافلوا حقيقة أن الحاكم لم يعد القادم من الخارج ليسيطر على الداخل ولا يجمع الناس على خلعه وبهذا تغير المضمون وعليه يجب أن تتغير الاستراتيجية والأدوات.
بدون كلام نظري، نستطيع مشاهدة نتائج الثورات العربية على الحكام وليس على النظام لأن تغير النظام في هذا العصر يتم بالإصرار على التطوير وليس بالهدم والاعتقاد بإمكانية إعادة البناء، كل ما يحدث من تحزبات ومخططات ودعم مادي ولوجيستي لتأسيس ثورة هدفها تغيير الحاكم يمكن استخدامها وتسخيرها لمساعدة ودفع الحكومة على تطوير الأداء الذي هو علة الإنسان الحقيقية سواء في نفسه أو في الحكومات التي تدير مصالحه وبصلاح أفراد المجتمع تصلح.
أكاد أجزم أن مشكلة الدول العربية سببها المجتمعات العربية التي تثور وتثأر بدون تحقق من نتائج هذه الأفعال التي جُربت وتأكد فشلها، يريدون إصلاح الحكومة وهم مكوناتها والعاملون على الفساد، الغالبية يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ولهذا سأل الله سبحانه بني اسرائيل والعرب يستحقون نفس السؤال الآن \”أفلا تعقلون\”؟؟ لماذا لا نُحدث ثورات في أنفسنا، أعمالنا، مفاهيمنا وممارساتنا الشخصية والتي بها سوف نستنكر فساد نفوسنا قبل أي فساد لأن الإصلاح يبدأ من هنا ويأتي تباعاً فالحكومات هي من المجتمع وتدير أمره به وليس بآخرين.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *