الاستراتيجية التوظيفية آمال الآباء واستيعاب السوق
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د حسن بن محمد سفر[/COLOR][/ALIGN]
يؤرق كل رب اسرة ان يتخرج الابن او البنت بشهادة جامعية يحملها والوالدان نظراتهم وعيونهم تخاطب: ترى ايها الجيل عماد الوطن من يستوعبكم بهذه الاعداد ويسكن بغيتكم ويحقق امالكم ورغباتكم، اما تظلون نياما في البيوت نهاراً ثم تقضون السهر في راحة واستراحة او على ضفاف الكورنيش؟ وحقا يقلق الاباء على فلذات الاكباد ويصابون بالحيرة قائلين وهل شغلت كل الوظائف في هيكلة وزارة الخدمة المدينة وتم تسكين العاملين عليها؟ الاحصائيات تنطق بأن الشواغر لم تسكن بعد؟ ويتحدث المجتمع عن الموافقة من قبل مجلس الوزراء عن اقرار الخطة الاستراتيجية التوظيفية للسعوديين في جلسة المجلس والمتضمنة توفير فرص العمل للمواطنين وضمان توظيفهم مع التطعيم بالتأهيل والتهيئة بما يتفق ويتناسب مع متطلبات التنمية والانتاج. واذا كانت الاستراتيجية الجديدة التي اعدت من قبل المختصين توفر التوظيفف الكامل والمباشر للعمل والانخراط واضعة حداً للبطالة التي اضحت تورق كل مجتمع تنموي وتشجع وتدعم المشاركة الوطنية التي تسعى انطلاقا من اخلاصها للوطن بالارتقاء بالانتاج المتقن والجودة المطلوببة لان المنخرطين فيه هم سواعد الوطن المتميزون بالتخرج من الجامعات السعودية والغربية فهم اهل لتحمل المسؤولية قدرة وكفاءة وانتاجاً.
إذن المقتضي الوجوبي من خلال استقراء لهذه الاستراتيجية هو:
أولاً: التقدير لولاة الامر على الحرص الدؤوب والمتابعة لتهيئة الفرص وتوفير كل السبل لحياة الشباب العلمية والعملية والوظيفية . ثانياً: ان الرؤى المستقبلية والبرمجة الزمنية للخطة الاستراتيجية وتحديد مراحل ثلاث لها نأمل الا تؤدي إلى عرقلة الخطى في المسارعة لتسكين الشباب الخريجين والخريجات والذين هم ينتظرون بفارغ الصبر التطبيق التفعيلي للاستراتيجية وخروجها السريع وطرد العوائق والبيروقراطية فلا يفقد الامل وقد استبشر الشباب خيرا بهذه الاستراتيجية والتي خرجت نتيجة ثمرات من الجهود والدراسات المشتركة والتشخيصات للمشكل بعد طول انتظار.
ثالثا: اذا كان سوق العمل يستوعب الاعداد حسب الدراسات والفرص فان على القائيمن على تطبيق الخطة الاستراتيجية للتوظيف ان تلزم جبرا تسكين جميع الوظايف بالخريجين وتلزم القطاعات حتى المخصخصة بالسعودة الكلية بما فيها الجامعات ومراكز البحث العلمي والرصد المعملي وفني الاشعة والتحاليل في القطاعات الحكومية والخاصة ومراكز التسويق.
رابعا: ونرجو الا ننسى في ظل تدفق الخريجات من الشابات ان يتم النظر واعادة الدراسة من قبل المجالس المختصة في تخفيض مدة التقاعد بعد مدة خمس عشرة سنة وهي مطلب اكثر المعلمات التي رصدت القراءات والاستماع الى رغباتهن وذلك عن طوع واختيار بكل رحابة صرد ان تتابع الفرص للخريجات الجدد ليحللن مكانهن فان ما يقارب من 77%وبعد ان قضين مددا تتراوح مابين 15_17سنة يرغبن في الراحة ويلتمسن الموافقة على التقاعد المبكر لهن اسوة بالسابقات ويتاح المجال للخريجات الجدد فيتم الكسب بالتوظيف للجديدات وتسريح القدامى بالطوع والاختيار وبالفرقة بالتي هي احسن ولسان حالهن يقول : اعطني بعد 15 سنة من العمل حريتي واطلق يدي واصرف لي تقاعدي اسوة بزميلتي.
خامسا: حبذا لو تمت دراسة احياء المطالبة بالتجنيد الالزامي للشباب لمدة سنة مكثفة وصرف مكافأة شهرية لهم جميعا ففيه جني الثمرات للمجتمع وتعويدهم على تحمل المسؤولية والدفاع الوطني الانساني وهي لاشك امنيات وآمال الاباء والامهات للابناء خدمة للدين والوطن والذود عنه كما اشارت ادبيات السياسة الشرعية وانظمة الدولة الاسلامية والله من وراء القصد.
استاذ السياسة الشرعية والانظمة جامعة الملك عبد العزيز
الخبير بمجمع الفقه الاسلامي الدولي . المحكم القضائي الدولي
التصنيف: