الاستثمارات السُّعودية الإندونيسية

• محمد حامد الجحدلي

الزيارة التاريخية التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز ، لأندونسيا وسط حفاوة كبيرة رسمية وشعبية ، برهنت على متانة هذه العلاقة ، لما يتمتع به العاهل السعودي من تقدير ومكانة عربية وإسلامية وعالمية ، ولدى الشعب الاندونيسي العريق على وجه الخصوص ، بما عُرف عنه من تمسكه بقيمه الدينية الإسلامية الأصيلة .

وكما أوضحت السيدة رينتو وزيرة الخارجية الإندونيسية ، بأن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ، وأضافت قائلة : ( بأنه شرفٌ كبير لنا في اندونيسيا هذه الزيارة ) ، مدللة قولها بما تناولته الصحف الاندونيسية وأفردت له عناوين بارزة ، لثقل المملكة السياسي ، وهي تقود العالم الإسلامي ، أمام مجمل التحديات الراهنة .

هذا الإنجاز الذي يعكس تطور العلاقات التاريخية ، يؤكد الامتداد الزمني لسبعة عقود زمنية مضت ، ولا زال الشعبان يقطفان هذه الثمار المتنامية عامًا بعد آخر ، في شتى مجالات التعاون المتبادل ، فهناك الارتباط الديني ، المُتمثل في رحلات الطيران للزوار والمعتمرين ، وما يجدونه من رعاية واهتمام ، من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين .

فالمشاعر الدينية المتدفقة للشعب الاندونيسي ، والرغبة الأكيدة لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ، إنما هي نتاج التربية الفطرية ، لمجتمع يتجه في اليوم والليلة خمس مرات ، نحو الكعبة الشريفة أثناء أداء الصلاة ، بل إن هذا المجتمع يمتاز عن غيره ، من المجتمعات المسلمة الأخرى ، مما يُعطي انطباعًا للتسامح والرقي الحضاري .

فهذه المؤشرات الإيجابية أعطت دلائل ، لتشجيع بقية الاستثمارات وزيادة التبادل التجاري ، في مجالات عدة يأتي في طليعتها ، السياحة الدينية للحجاج والمعتمرين والزوار الاندونيسيين ، يقابلها رغبة للسياحة الترفيهية ، لطبيعة اندونيسيا الجاذبة ، من قبل الأسر والعائلات السعودية .

فمن الناحية التكاملية يجد القادمين من كلا البلدين ، كل ما يُهيِّئ لهم سبل الراحة والمتعة ، وما يتناسب مع القيم والعادات والتقاليد ، لتعطي المتابع بأن هذه الموروثات ، وكـأنها تتشابه مع مكونات الديموغرافيا التاريخية ، حين نُدرك دراسة الدينامية السكانية ، والأبعاد الزمنية والمكانية ، والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية .

وكأن التحولات الاقتصادية التي بدأت واضحة ، مع مطلع القرن الحادي والعشرين ، ه ي في طبيعة الحال تتطلب تبادلا للأدوار ، بين الحكومات الأكثر تجانسًا ، وتقاربًا فكريًا وأيديولوجيًا ، وتماثلا في القدرة الاقتصادية والمالية ، لتسريع عجلة الاستثمار بينها ، للخروج من عنق الزجاجة , والتحرر من الضغوط السياسية ، وهيمنة الدول الكبرى التي فُرِضَتْ أجندتها .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *