حظيت زيارة ولي عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الاردن باهتمام كبير على المستوى الرسمي، خصوصاً وأنها جاءت بعد الزيارة الملكية غير الاعتيادية الى القاهرة، وما نتج عنها من اتفاقيات ودعم للاقتصاد المصري – باعتبار مصر عمق العالم العربي، وترقب من الاردن الذي تابع تفاصيل الزيارة باهتمام كبير ربما بحثاً عن مزيد من المودة بين الرياض – عمان، زيارة الأمير محمد الى الاردن عكست التطور النوعي للسياسة السعودية في العالم العربي، مصالحنا العربية أولاً، ومصالحنا الثنائية دائماً، ولكن لفت انتباهي في زيارة عمل قصيرة اخيراً الى العاصمة الاردنية ان الاردن الذي ظل محايداً مع الكل بحثاً عن مصالحه لم يستثمر علاقاته الناضجة بالآخرين استثماراً فاعلاً لينعكس عليه استثمارات عربية/اجنبية تجعله اكثر تماسكا خصوصاً في الفترة المقبلة مع ترنح الاقتصاد العالمي، ودوائر الاقتصاد الغربية تشير الى ان مداخيل الاردن تفوق ما يوازي او يزيد على 40 في المئة من دخل دول الخليج العربية من النفط، ولكن عمان تصنف على أنها واحدة من بين أكثر عواصم العالم غلاءً؟! لا ادعي علما بالاسباب ولكن اقول ربما اشكاليات اللاجئين في السابق الفلسطينيين ثم العراقيين ومن بعدهم السوريين أنهكوا الخزانة الاردنية، ولكن كثير من رجال الأعمال العراقيين والسوريين ذهبوا بأموالهم إلى اوروبا عن طريق الأردن فلماذا لم يستفد منها؟!
وجدت في الاردن حركة تشييع تكاد تكون لافته، والشارع الأردني يقف مع العراق بكل طوائفه ويجد تأييداً في الجامعة الاردنية عن طريق المظاهرات المناوءة او المساندة وكذلك سورية، ونحن بعيدون عن الشارع الأردني المثقف والمتزن ربما بسبب غيابنا نحن عن التأثير في الشارع وعدم مواكبة خطوات التطوير النوعي للسياسة السعودية الخارجية، هل هناك دور غائب للسفارة السعودية في عمان اكيد؟! ولا استطيع الا الجزم بذلك استنادا الى معطيات موجودة في الشارع، في اعقاب “رعد الشمال” هل تغيير شيء؟! كثيرة هي المتغيرات وعميقة هي الرسائل، ولكن الشواهد على الأرض مفقودة، ربما علينا كمثقفين دور في اقامة جمعيات الصداقة على غرار التي حدثت نهاية الثمانينات والتسعينات مع الشعوب بحسب مصالحنا، الاسرائيليون يزورون الأردن جماعات – سياح، وفرادى، ويشاركون في المشهد الثقافي بصورة عامة! يدافعون عن مواقفهم الحالية والمستقبلية، دون ان يكون هناك من يسوق الحجة على الحجة او غيرها، هل نحن مغيبون عن ذلك؟! الفترة المقبلة تحتاج الى وجودنا هناك وفي كل عاصمة عربية حماية لمصالحنا أولاً، ثم لتتفهم الشعوب العربية مواقفنا المناصرة لكل عمل عربي اسلامي، بعض الاردنيين يعتقدون بغير سند ان اقفال مراكز الاخوان المسلمين في عمان تعاطفاً معنا وهذا غير صحيح، الاردن نظم وجودهم وطالب بتراخيص افتتاحهم لمكاتب يعملون فيها، وتلك رؤيتهم نظاماً، وربما كثير من المواقف تحتاج منا التصدي لها عن طريق التبادل الثقافي الممنهج، اهلنا في الاردن قريبون منا، ونحن وهم سند لبعض، ولكن الأمر يحتاج منا الى تفعيل اكثر ووزير خارجيتنا قادر ونحن لدينا قدرات.
فاصلة اخيرة ..
لماذا .. البصمة حتى على الجوال؟.. صاحب الفكرة ، ماذا يريد ، مع احترامي ونحن مواطنون.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *