الاحتيال طال ياوزارة التجارة

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

النصب والاحتيال من الوسائل الرخيصة لزيادة الأموال، عندما يحاول فرد ممارستها قد يصعب إثباتها وقد تجد الفاعل تحت تأثير ظروف تجعلك تتسامح معه من مبداء (العافين عن الناس) ولكن عندما يُمارس الاحتيال من رجال الأعمال أو الشركات الكبيرة فنحن أمام مصيبة تتطلب تدخل الدولة ممتثلة في وزارة التجارة لحماية المواطن والمقيم من هؤلاء الإقطاعين الذين لا يرحمون فيجب أن لا يُرحموا.
الجميع يشتكي من الفساد ويطالب بمحاربته ولم نجد من يبحث عن أسباب تفشي الظاهرة في الدول العربية بالذات وبشكل يتسلط فيه الكبار على الصغار، وعندما يترك هؤلاء بدون حسيب ولا رقيب يتشجع الآخرون لممارسة الاحتيال اقتداءً بالكبار الذين يمارسون فعلهم في ضوء النهار فيظن الجاهل أن هذه هي التجارة التي يسمونها شطارة فيفعلها هو/هي لأن الوزارة المسؤولة تجتهد ولكن مع الصغار.
سنأخذ فقط مثالين تتعلق بشركات الاتصالات والسيارات، من أضخم الشركات في العائدات وبدلاً من مشاركة المجتمع في الانعدال يمارس بعضهم عليهم الاحتيال، فبعض شركات الاتصالات أصبحت تفرض عليك استخدام الخدمة لأغلب منتجاتها لمدة عام وبطريقة غير مباشرة، وقد تعاني خلال العام، تشتكي ولا يُهتم فيك وتكون مُطالب بالدفع أو التحول إلى القائمة السوداء التي من فيها لا يتفاهمون وبالتالي أنت مضطر للدفع أو للمعانات بقوة القانون الذي لا يفرق بين الكمبيالة والطريقة المحتالة.
كذلك بعض شركات السيارات تبيعك السيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك، تستمر في التسديد إلى ما قبل النهاية بطريقة لا يقبلها منطق ولا دين فالرسوم تؤخذ على كامل المبلغ الأساسي ولا يلتفت لما سدد وما هو متبقٍ!! كذلك التأمين يدفع في السنة الثانية مثل السنة الأولى علماً أن السيارة قد أهلكت ونقص سعرها، كل هذا وعندما تسرق السيارة تنهي شركة السيارات علاقتها معك على أنك كنت مؤجراً علماً أن الاسم ينتهي بالتمليك وتكون قد دفعت أغلب قيمة السيارة، لا يُعتبر التأمين الذي كنت تدفعه أنت من حقك وتقوم شركة السيارات بعد أن تثبت لك أنه لم تستدل الشرطة على السيارة بأخذ التعويض من شركة التأمين لصالحها؟؟!! وأنت تذهب للجحيم.
هذا في نظري ليس احتيال فقط بل يعتبر جريمة منظمة تمارس علناً واستمرارها يؤكد أن الجهة المسؤولة هي فعلاً مسؤولة!! ونستغرب كيف يتفشى الفساد بين الصغار ونحن من ترك الكبار لكي يسرقوهم فيعلموهم، لابد من تدخل سريع لهذه الأمثلة والكثير الأخرى التي تمارس الخداع على أنه اتفاق ويكون السخاء للمحامين والمحصلين لجعل حياتك في طحين أو أنك تدفع وأنت تقول أمين.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا