الاحتساب في معرض الكتاب !!

• ريهام زامكه

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ريهام زامكه[/COLOR][/ALIGN]

أمر محير أن ينقسم الناس إلى فئتين ما بين مؤيد ومعارض لمعرض الكتاب الذي يقام سنوياً وأصحاب الفئة الثانية لا يكلون ولا يملون (عيني عليهم بارده) من العراك والمُمانعة والمطالبة بمقاطعته بالتشمير عن سواعدهم محاولين بث الفوضى ونقل صورة غير صالحة للنشر ولا مشرفة لكل إنسان واعٍ مثقف يزور معرض الكتاب لغرض الاستفادة واقتناء الكتب باحثاً عن شمعة يوقدها في رأسه بدلاً من أن يلعن الظلام !
فالتاريخ على مر الأزل يقول أن الناس كانوا يتنقلون من بلدة إلى آخرى طالبين وباحثين عن العلم والفكر والمعرفة ولا يزالون حتى يومنا هذا يجوبون بقاع الأرض طولاً وعرضاً شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً باحثين عن النور بشتى الطرق والسبل والوسائل , فلماذا نعارضه ونمنعه ونقاتل من أجل إفساده رغم كل التنظيمات المتوفرة لإخراجه بالصورة اللائقة بنا وبالكتاب ؟
فالأفكار لا تزدهر وتولد وتتكاثر إلا بالاحتكاك والاطلاع والبحث الدائم والقراءة حتى يصبح الإنسان مُتفتح العقل وذا رؤية واضحة المعالم وواعٍ. فعقولنا عميقة ووسيعة بوسع الدنيا فلماذا نُصر على (تسطيحها) ؟
مايدعو للحيرة والتساؤل المطالبة السنوية المتكررة من بعض (المجتهدين) لمقاطعة معرض الكتاب الذي يزعمون بأنه مكان للاختلاط بين الجنسين رجالاً ونساء ! مُتناسين أو مُتجاهلين أن الاختلاط عارض وموجود بالشوارع والأسواق وكل مكان.
لكنني أيقنت بعد هذه الدوامة المتكررة والصراعات الأزلية أن التناسب والاختلاف بين المستويات الفكرية كبير جداً
وقد يصعب في بعض الأحيان استيعابه واحتواؤه و محاولة تقريب المسافات تلافياً للخلافات.
و لكن هذا لا يعطي الحق ابداً لأي شخص مهما كان مستواه الفكري بأن يحتكر الكلمة والأفكار ويحكم مسبقاً على الناس لأسباب غير منطقية تجعلنا محط أنظار الآخرين فقط لأننا نتنازع ونتعارض ونتعارك من أجل كتاب .. مجرد كتاب !
فأرجو ممن لا يحرص على القراءة و زيارة معرض الكتاب أن يلزم بيته ولايعكر صفو الباحثين والحريصين على اقتناء الكتب والاطلاع, وأن لا يدخل في نوايا الناس ويمسهم بسوء, و إن زادوا في تخبطهم فلا حول ولا قوة و إنني أطالب شاكرة بإغلاق المعارض وخصخصة أسواق للنساء وأخرى للرجال, حتى لا يحدث اختلاط عارض في المعارض والعياذ بالله بين الطرفين, رفعت الأقلام و جفت الصحف .. سلام.
rzamka@
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *