[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]

تقول معظم الدراسات التي وضعت عن حياة الطفل الذي يولد في أسرة لا رابط بينها.. كأن يكون الأب منفصلا عن الأم.. ان هذا الطفل يجد نفسه أمام خيارين أو طريقين.. اما ان يكون خارقا للعادة.. ويصبح انساناً يتعامل مع الحياة والمجتمع بصورة عبقرية.. تجعله يتخطى كل العقبات.. وتبرز عنده عقدة (الانا) لانه يريد ان يصنع لنفسه ابعاداً تجعله في نظر الاخرين القدوة الواجب اتباعها وتمثلها في كل حين.. او يكون بليد التفكير والاحساس.. مشتت النفس بعيداً كل البعد عن المسلك السليم.. ومن السهل ان يسقط في اقرب تجربة مع من حوله ويخرج من بين اعطافه انسانا شريرا ينظر الى الآخرين بأنهم متآمرون على تواجده ولابد له بالتالي من ان ينتقم من الكل.. وفي كلا الحالتين اقصد التجربتين يظل الأب وتظل الأم الصورة المهزوزة لدى الطفل مع الفارق في الاستعداد لدى كليهما فانفصال الأب عن الأم وترك الابن في وسط صراعهما لينبت داخل كوادر عقيمة وصلبة تجعله نهباً لكل الصراعات في المجتمع وينسحب حكمه على والديه وعلى المجتمع ككل.
والدراسات التي وضعت حتى الآن في هذا السبيل ترجع انحراف الانسان لبداياته في الحياة.. فالطفل الذي يولد في وسط عائلي مترابط لا يمكن ان يكون منحرفاً خطراً.. مهما حدث له من ظواهر سطحية تدل على ان سلوكه سيء. ويرجع هذا الى عوامل سريعة الذوبان والتلاشي.. بينما الطفل الذي يعيش فترة حياته الأولى في جو متصارع يكون الأقرب الى الانحراف حتى لو بدت على ملامحه في بداية تدرجه علامات الهدوء والفلاح لانه مع الزمن سيجد نفسه عاجزاً عن السير بفلاح.. ولهذا فهو يصبح بين سبيلين اما ان ينحرف ويصبح مرفوضاً واما ان يجد في نفسه قوة خفية تجعله يبحث عن قدراته الخاصة لكي يتغلب على الوضع الذي وجد نفسه فيه ليقول (انا) بعيداً عن الانتساب لمن تركه في وسط الدوامة.اخلص من هذا ان الاسرة لابد ان تكون سليمة البنيان ليأتي النتاج سليماً وجيداً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *