[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

دائرة الشح في الفرص الوظيفية آخذة في التوسع ، وتكاد تسد طريق الأمل المتبقي عند الراغبين في الحصول على وظيفة . رغم ما يشاع ويذاع من وجود فرص وظيفية في القطاعين الخاص والعام ، بينما نجد في المقابل أن فرصة الحصول على بعثة خارجية أمام خريجي الثانوية وحملة الشهادات الجامعية آخذة في التوسع سنة بعد أخرى . ومن الثابت أن الطالب لا يدرس إلا من أجل الحصول على وظيفة ؟!
والحديث عن شح الوظائف وازدحام طوابير الانتظار أصبح أمراً مفجعاً وهاك الدليل . جريدة المدنية في عددها يوم 10/11/1430هـ نشرت خبراً يتضمن دعوة وزارة الخدمة المدنية ثلاثة آلاف وأربعمائة وسبعة وأربعين متقدمة لوظائف إدارية وصحية إلى مراجعة فروع الوزارة لمطابقة الوثائق مع ما تم تسجيله في الانترنت في موقع الوزارة . لإجراء المفاضلة وهذا العدد الكبير للمتقدمات للمفاضلة ليس من حملة الثانوية أو الجامعة بل هن من حملة الشهادات العليا ( سبعون منهن من حملة الدكتوراه وألف ومائة من حملة الماجستير والعدد المتبقي من الدبلوم بعد الجامعة
إنني أشك أن يكون هناك تنسيق بين وزارة التعليم العالي والخدمة المدنية والجهات الأخرى التي ستستقطب هذه الأعداد ومعرفة مدى حاجة سوق العمل في القطاعين الخاص والعام إلى إبتعاث هذه الأعداد وإلى هذه التخصصات وبخاصة النظرية منها . والسؤال هنا : هل سيرضى العائدون من الخارج من المبتعثين بعد حصولهم على شهادات الماجستير والدكتوراه بوظائف متدنية في المرتبة والراتب والمنصب – هذا بافتراض الحصول على فرصة – فإن كان يرضون بذلك فلماذا التعب والابتعاث فكان عليهم قبول تلك الفرصة المتدنية في الراتب والمرتبة ليكسبوا على الأقل مدة خدمة تعينهم في التقاعد وإن كانوا لا يرضون بالفرص المتدنية فإلا متى سينتظرون دورهم للحصول على الفرصة المناسبة .!؟ أم ان رغبتهم في الحصول على بعثة كان لمجرد هروب من الفراغ والبطالة وتأجيل الإحساس بها إلى بعد العودة من البعثة . وهذا يعني دس الرؤوس في الرمال .
. إن من لم يجد فرصة للحصول على وظيفة بعد تخرجه من الجامعة في المرتبة السادسة براتب لا يتعدى أربعة آلاف وأربعمائة ريال ثم يرى أن الابتعاث سيفتح له أبواب الفرص للحصول على وظيفة بالمتربة الثامنة براتب يفوق ستة آلاف بعد عودته بالماجستير أو بالمرتبة العاشرة براتب ثمانية آلاف بعد عودته بالدكتوراه أنه يعيش الوهم ، فكما هو معلوم أن الهرم كلما ارتفع ضاقت المساحة بين أضلاعه ومعنى ذلك أن المراتب العليا التي تقترب من رأس الهرم تكون قليلة وهكذا . فالهوة الكبيرة التي تفصل بين الخريجين من كل المستويات العلمية وفرص الحصول على الوظيفة لا يلوح في الأفق أن هناك إجراءات واضحة لردم هذه الهوة وتضييق دائرتها .
كم من مشروع تم افتتاحه خلال السنوات الأخيرة وتأتى البشائر والتقارير والأخبار أنه يستوعب أعداد كبيرة من الأيادي العاملة بعضها قيل يستوعب عشرات الآلآف من الخريجين بل مئات الآلاف وتمضي السنون دون أن نجد لذلك نتائج ملموسة وواقعية، فهل تلك التقديرات الكبيرة من الفرص الوظيفية كانت مجرد تلميع للمشروع ينتهي مفعولها بمجرد اعتماد المشروع والبدء في تنفيذه، وإلا فأين تلك الفرص والشباب يلهث وراء الحصول على وظيفة فلا يجد لها أثراً .
ويمكن أن نسأل ة وزارة التعليم العالي هل الهدف من الابتعاث تأجيل الإحساس بالبطالة ، أم أن الحاجة الضرورية دعت إلى ذلك ، وأليس في الإمكان افتتاح أقسام عليا في جامعتنا لذات التخصصات التي تم الابتعاث لها في الخارج . وبلد استطاع أن يفتتح جامعة بمستوى عالمي وهي جامعة الملك عبد الله ( دار الحكمة ) التي يتوقع لها أن تنافس أرقى جامعات العالم يعجز عن افتتاح أقسام مناسبة للدراسات العليا . وأليس الابتعاث بهذه الطريقة يدعو للقول بأنه هدر للمال والجهد .
اللهم إنا نسألك الخير والرزق الحلال لأبناء وبنات المسلمين إنك ولي ذلك والقادر عليه .
ص . ب 9299 جدة 21413
فاكس : 6517208
بريد إلكتروني : [email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *