الإيواء السياحي في عسير خارج التغطية
قلنا ولا زلنا نقول إن الإيواء السياحي أهم ركن في منظومة صناعة السياحة في السعودية ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن أدعو لسياحة حقيقية ما دام هذا الركن أدنى مما يجب ، خاصة في المناطق ذات الطبيعة البيئية الجاذبة ، كمنطقة عسير مثلاً ، أعلم جيداً أن هيئة السياحة قد خطت خطوات لا بأس بها على درب تطوير هذا القطاع ، لكنها والحق يقال .. أبطأ مما نتطلع إليه ، سيما في منطقة بمقومات عسير الجمالية ، إذ لم تزل أكثر منشآت المستثمرين في هذا المجال بالية في واجهاتها ، رثة في أثاثها ، مهترئة في تسبيكاتها الداخلية ، ناهيكم عن مداخل بعضها التي لم تزل ضيقة بلا لوبي من الداخل ومن دون منصة إنزال حقائب في الخارج ، لا مساحات خضراء تحيط بالمدخل أو حتى شجيرات ونافورات تستقبلك في الخارج ، أما لو تحدثنا عن تفاصيل الوحدات السكنية من الداخل فلا أظن أن هذه المساحة ستتسع لذكر ما نراه من صدمات ونواقص ، يحسبون عليك في التسعيرة مطبخ وصالة جلوس ؛ وحينما تتفحص هذا المطبخ فلا تجد سوى كم ملعقة وفنجان وإبريق نصفه سواد من كثرة تعرضه للهب ، لا ميكروويف ولا سخان كهربائي للشاي والقهوة ، فضلاً عن آنية نظيفة ومتعددة ، أما الكنبات في الصالون فبعضها متهتك والبعض تجده فاقداً لتماسك أطرافه ، المكيفات قديمة ( شباك ) ، التلفزيون قديم ، لا شامبوهات أو مناشف أو ضيافة من أي نوع ، أما الديكور وأثاث غرف النوم فحدث ولا حرج ، والمصيبة أن مثل هذه المنشآت تضع سعرها بسعر غيرها من المنشآت المحترمة ، لا وتستغل مواسم الإجازات بكل برود ، وبذات التسعيرات أو ربما أكثر مما تقدمه المنشآت السياحية المعتبرة ذات الجودة العالية ، وأني لأتساءل حقاً ، كيف يمكن لمثل هذه المناشط الإيوائية أن تستمر في لي أعناق الناس ونحن نقرأ كثيراً في الصحف عن تشدد هيئة السياحة تجاه المتلاعبين في اشتراطات ومعايير الإيواء السياحي ؟ ألا يكفي أن معظم تلك العمائر تمارس أنشطتها من دون أن توفر حتى مواقف مستقلة لنزلائها ؟
خلاصة القول .. إذا ما أردنا حقاً تنويع مصادر الدخل الوطني لهذا البلد العظيم ، فلا مناص من النهوض بالقطاع السياحي ، ولا سبيل لنهوض الأخير من دون تطبيق حازم وصارم لاشتراطات ومعايير الإيواء السياحي كما تنص عليه الأعراف السياحية في العالم وكراسة الاشتراطات الإيوائية من قبل هيئة السياحة في السعودية ، والمثل يقول “دلع النزيل اليوم يجيك كل يوم” ( معليش .. المثل من جيبي) .
@ad_alshihri
[email protected]
التصنيف: