[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بسام فتيني‎[/COLOR][/ALIGN]

دائما ما نحمد الله عز وجل على النعم التي لا تعد ولا تحصى والتي وهبنا إياها الخالق جل في علاه , فسبحان من خلق الداء وجعل له دواء إلا الموت , وفي عصرنا هذا ابتليت البشرية بأمراض فتاكة نسأل الله السلامة من كل شر ولكن هل كل ما نسمعه صحيح؟ كثير منا وأنا أولكم لم نكن نعلم بأن هناك علاجا للايدز وان الايدز أضحى مرضا مزمنا بعد أن كان مرضا قاتلا ومميتا حسب ما روج له في أوساط بني البشر , لن أتحدث هنا عن طريقة انتقاله , ولا عن مدى الظلم النفسي والمعنوي الذي يتعرض له المريض بالايدز من نبذ واستبعاد بل ومن سلب حقه بالعيش كانسان , بل سأتحدث عن مجموعة من الأطباء حملوا على كاهلهم مهمة توعية مجتمعهم بأن هناك أمل , وبأن هناك جهود تبذل على المستوى الطبي يقابلها عقول تكسر وتدمر كل ما من شأنه تغيير نمطية في فكر معين يعتمد على سد الذرائع دون النظر إلى توعية إنسان ومنحه الفرصة والحق ليعيش كانسان يحمل مرضا مثله كمثل أي مرض آخر كضغط الدم والسكري ,
وكنت قد تشرفت بدعوة كريمة من الدكتور نزار با هبري وهو بالمناسبة إفراز لمكرمة المليك بابتعاث أبناء المملكة في الخارج والذي كان البعض يحارب الابتعاث من باب سد الذرائع ! أعود فأقول تشرفت بدعوة منه لنشاهد عرضا تعريفيا عن هذا المرض وكيف يمكن علاجه بل وكيف لنا أن نجابهه بما أكرمنا الله به من علم , ففوجئت بمدى التغييب الذي يمارس أحيانا من البعض بحجة أن نشر معلومة بوجود علاج للايدز قد يؤدي إلى التساهل في ارتكاب المحرمات كالاتصال الجنسي (والذي بالمناسبة هو احد أوجه نقل المرض وليس أوحدها) ! الله أكبر ! كيف نخفي معلومة عن إنسان يمكن أن ننقذ حياته وحياة جيل كامل من اجل افتراض وضعوا تحت كلمة افتراض ألف خط وخط , على افتراض أن ذلك سيسهل ممارسة الرذيلة !
أي تحجرٍ في العقول هذا ؟ إن هذا الشبح المسمى ايدز أصبح العدو الأول لأطباء نذروا أنفسهم في سبيل توعية مجتمعهم ووضعوا لأنفسهم هدفا واضحا وهو أطفال بلا ايدز عام 1435هـ بإذن الله , وعلى الجميع التعاون معهم في ذلك فما يقومون به واجب وطني نحو جيل بل وأجيال لاحقة ستذكرنا بخير بإذن الله إن عملنا لأجلها وستنقم علينا مدى الحياة إن قصرنا في حمايتها من أمراض العصر , ولعل كل من يهتم بهذا الموضوع يقرأ عنه فسيرى ما يكدر النفس من ارتفاع حالات الإصابة في المواليد في منطقتنا العربية بسبب الجهل والخوف من العادات والتقاليد مع أن بإمكان المصاب معالجة الجنين وهو في بطن أمه فبأي ذنب نحرم نفسا من أن تعيش حياتها وهو حق لها ؟
أتمنى من الجميع وأولها وزارة الصحة تبني مقترح يرفع للمقام السامي بجعل فحص الايدز وعلاجه منذ ظهوره شرطا نافذا لإتمام الزيجات ويتم إدراجه في فحص الزواج المتعارف عليه الآن مع ضمان سرية ذلك للمريض والمريضة وكل من له علاقة بالمرض , إن الحفاظ على أحفادنا لا خيار فيه أو تردد , فالأوطان تبنى بالحفاظ على عنصرها البشري بالعلم والمعرفة والتوعية لا بالجهل والتشدد في الرأي وتوهم الرذيلة في كل خطوة يخطوها العلم من اجل الحفاظ على روح إنسان والله المستعان .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *