[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

\”كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطاءين التوابون\” حديث نبوي شريف يشخص واقعاً إنسانياً بجناحين هما الخطأ والتوبة منه . والحديث الآخر \” وأتبع السيئة الحسنة تمحها\” يوجهنا إلى المنحى نفسه ، وينبهنا الى الواقع ذاته.
والإنسان في حياته اليومية يعيش غالب حياته بشيء من الشعور المتراخي، تجاه ما يقع منه من اخطاء في حق ربه أولاً بتقصيره في أداء العبادات، والقيام بواجب شكر النعم، ودفع النقم. وفي حق الناس حوله بدءاً من أقرب الناس إليه أبويه وزوجته وأولاده ثم الذين يلونهم ممن يعرف ولا يعرف. وبين حق الخالق والخلق يقصر في حق نفسه، وأوسع هذه الدائرة فأقول : إن كل تقصير في حق الله وحق الناس هو تقصير في حق النفس لأن عاقبة ذينك التقصيرين عائدة عليها.
يمر الأنسان على هذا التقصير العام مروراً خفيفاً لأن اغلبه يقع في اطار الطبيعة الانسانية المبجولة على التقصير، ويرافق ذلك بشكل أو آخر نوع من مراجعة النفس والتوبة والاستغفار في ادبار الصلوات وفي لحظات انتباه ترددية مثل نواس الساعة المتحركة، والتي تدق منبهة بين حين وآخر. فتمحو حسنة التوبة سيئة الخطأ، والحمد لله . ولكن الذنب الذي لا ينسى هو ذلك الذي يقدم فيه صاحبه على الخطاأ عامداً متعمداً، وبحسب لغة القانون \” مع سبق الاصرار والترصد\” مهما تكن دوافعه، ومهما كانت الخطيئة. إن مثل هذا الذنب يظل نقطة متفاعلة في ساحة شعور صاحبه، كلما هدأ تحرك، وكلما خبأ ثار، ويقتنص الشيطان ساعات توجهه إلى الله سبحانه وخصوصا في الصلاة فيوسوس إليه مذكرا به ليفسد عليه صلاته، ويذكره به ملك الخير ليتوب الى الله من ذنبه توبة نصوحا.
ولايستريح صاحب الذنب هذا إن كان ذنبه متعلقاً بالآخرين، وكان يمكنه اعادة حقوقهم إلا باعترافه بخطئه واعادة الحق إلى أهله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *