الإعلام شريك تنمية لا شريك طبطبة

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

هل مفهوم \” الاعلام شريك أساسي في خطط المؤسسات الحكومية والاهلية \” يتم تعاطيه وتنفيذه وفق سياقه الصحيح ؟ .. أم أن ثمة فريقا من الناس التبس عليه الأمر , وآخر يريد الشراكة على مقاسه هو ؟ .. وبعبارة أخرى كيف يمكن أن يكون الاعلام شريكا ؟ .. أهو بنشر فكر وبرامج وانجازات الادارات , ثم بعد ذلك محاسبتها حال وجود الخلل في التنفيذ , من خلال كشف أخطائها إعلاميا أمام الناس ؟ .. أم أن مفهوم \” الشراكة \” هذا , يقتصر على مجرد الثناء على جهود الإدارات فقط , فيما يعرف بـ \” الطبطبة \” على كتفيها , ولا شيء قبل ذلك ولا بعده ؟ .
مفهوم \” الشراكة \” هذا بكل معناه الكبير ومعطياته المجتمعية , كثيرا ما نسمعه على لسان عدد من المسؤولين بين فينة وأخرى , وهذا في الحقيقة شيء جيد , انطلاقا من أن الإعلام في العالم كله شريك استراتيجي في التنمية لدى كل الأمم , وأيضا هو شريك في تحديد الأولويات , شأنه شأن بقية منظمات المجتمع المدني , وخصوصا المؤسسات التوعوية الرقابية وأذرع الجهاز العدلي .لكن ماذا لو وجدنا على أرض الواقع أن هذه أو تلك من الجهات الرسمية أو الخاصة تمارس تهميشا ملحوظا للكثير من الطروحات الاعلامية , إن كانت مقالات أو تقارير أو تحقيقات صحفية , وكأن ما يكتب ويدون لا يهمها من قريب أو بعيد .المسؤول الناجح في نظري هو من يكون حفيا بالإعلام , يحاوره ويرد عليه , بل ويدعوه إلى زيارة إدارته للوقوف على بعض الحقائق التي ربما تغيب عن الإعلامي الذي تعاطى شيئا من النقد لإدارته , حتى يمكن للفريقين أن يحققا تكاملية شعار الشركة بشكل حقيقي .
الجهة التي تتحاشى أو تتهيب من الاعلام لا تتقدم , ولا تصنع الفارق لنفسها وللجمهور , ولا يمكن لها أن تتعرف على رأي الآخر في الخدمة والمنتج الذي تقدمه للناس , وستظل مكانك سر , كمن يعمل في عالم افتراضي بمعزل عن نبض الشارع بسعادته وأفراحه , وبهمومه ومطالباته .
ولك أن تتعجب من مسؤول يصد عن الإعلام صدودا , أو يضعه في مرتبة أقل في سلم اهتماماته , فلا يرى الإعلام إلا نقادا , وكاشفا للخلل , ومتطفلاً .. وبين مسؤول آخر يطبق بكل أمانة حقيقة \” الإعلام شريك إستراتيجي \” لإدارته , ويراه عينا ثالثة مهمة له , تدقق في مخرجات إدارته .ولذلك فلا غرابة أن ترى الأخطاء تتكرر عند الأول , وبالتالي فالفشل يواكب عددا من ممارساته .. فيما تراها عند الثاني تتقلص حتى تصل النتائج إلى سقف عالٍ من الأداء المهني المتناغم , الذي يجعل من إدارته نموذجا يحتذى .
نحن في الواقع وفي هذه المرحلة المهمة من مراحل التنمية في بلادنا , لسنا بحاجة حقيقة إلى أي مدير إدارة يتمنى على الإعلام أن يكون مطبطباً فقط عل كتفيه .. نحن ونقولها بصوت مسموع نحتاج فقط إلى كل مدير إدارة يفتح ذراعيه بأقصى اتساعهما للإعلام , حتى يقدم للناس منجزات إدارته من جانب , وينقد من الجانب الآخر ما يعتري أداءها من خلل , وكل ذلك من أجل أن يحقق للمواطنين تطلعات ولي الأمر حفظه الله في عمل حقيقي ثرّ , يقدم لنا – كوطن – وفي كل مرة ابداعا جديدا .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *