[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

البحث عن منابر نستقي منها أفكارا تنويرية يعد هدفا استراتيجيا بشرط أن تتوفر في هذه المنابر مقومات الإعلام الناجح التي تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع الذي ارتبط وتأثر بها باعتباره يحدد أهدافه ويصوغها بعناية بالاعتماد على ركائز أساسية وأجندة واضحة بعيدة عن التخمينات والمبالغات والأحلام والتسويق لبرامج أقل ما يقال عنها أنها متواضعة لا تنسجم مع النسق الثقافي المتعارف عليه ولا يتناسب مع الذوق العام لكافة الشرائح الاجتماعية وفق المنظومة الأخلاقية والتربوية التي تتضح رؤيتها الأيدلوجية وقيمها الإنسانية وتستمد حصانتها وتغرس لدى أجيالها الشخصية الاعتبارية وتخضع لموازين النقد الهادف بغية الإصلاح وتجاوز بعض الهفوات ولا نقول السقطات التي نتمنى أن لا نصل إليها ومن البديهي أن تكون لدينا مناعة حيالها وهذالايتحقق بالأحلام المجردة والأماني الباهتة والاتكالية الفضفاضة واستمالة معدي ومقدمي البرامج الفضائية لقاعدة جماهيرية كبيرة تتمحور حول فئة عمرية من الجنسين لاتلام إذا لم تجد بدائل لتلك البرامج الموجهة بترسيخ مفاهيم خاطئة تتنامى مع مرور الأيام لعدم وجود رؤوس أموال قادرة على صناعة إعلامية لمواجهة تنافسية مع تلك القنوات الفضائية التي أخذت على عاتقها مسؤولية مرور هذه الحزم المدمرة لثقافة أجيالنا.
أعجبت بالحوار المنطقي لمقدم البرنامجين الشهيرين « الحياة كلمة « و « حجر الزاوية « فهد السعوي مع « سبق « وبدون الخوض في تفاصيل الحوار فمكمن إعجابي بعده الثقافي وحضوره الإعلامي لهذه الشخصية التي ترسم ملامح المجتمع الواعي وتجسد ثقافتنا المحلية بدرجة ترتقي للطموح والحماس المتزن بلغة تتسم بالتجديد وروح المنافسة الشريفة طالما امتلك أدوات الإعلامي الذي يثق بمقدرته بإقناع الآخر ويمتص حماسه بتأدب بعيدا عن المكابرة والغرور ويذكرني بجيل كبار الإعلاميين السعوديين الذين قادوا تاريخنا الإعلامي بكفاءة عالية وثبتوا أمام تيارات فكرية كادت أن تطيح بالبدايات فكانوا النواة الأولى التي اعتمدنا عليها في خطابنا الثقافي وللحقيقة فإن الكثير من هذه الكوادر السعودية غادرت مواقعها بعد أن قدمت تجاربها بنجاح ومن الطبيعي أن يكون لدينا نماذج بنفس المستوى والنوعية ولكنها من الندرة لتغطية الاحتياج الفعلي لبلد تقترب مساحته من كبرى القارات ويتيح حرية الرأي لمن يحترم حدود الحرية المعتدلة ويحتضن فكرا ومنهجا بقدسية المكان وتقنية الزمان ويحمل رسالة ربانية بسماحة الدين الذي نزلت به رافضا الحزبية والتبعية لجهات عديدة تشكل لوبي القنوات الفضائية ومواردها الاقتصادية ولهذا بنت استراتيجياتها على فتات الموائد سريعة الجاهزية دون تحديد معايير اختيار برامجها التي كدنا نشك في مصادرها وبدأنا نضع أيدينا على نتاجها المتخم بنوعية هزيلة وبضاعة مجزاة لا تتحمل البقاء وقد تراها في أسواق التخفيضات بإعلانات مجانية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *