الإعلام المهني من متطلبات المرحلة

• عمر عبدالقادر جستنية

بعد الاسلام السياسي وويلاته وتطرف بعض توجهاته والمأزق الذي يعيشه العالم الاسلامي جراء بعض طروحاته السلبية والمنفرة، واساليب عمله غير المتناغمة وغير المتناسقة مع المفاهيم الحقيقية لنصوص القرآن الكريم، والتفاصيل الصحيحة لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بنص ” انتم اعلم بأمور دنياكم ” اضافة الى تجذره في الارض والعقول تارة باتجاه مناهضة السلفية، واخرى بدعوى الكفاءة وجدارة القيادة .. مع غياب الاعتدال والوسطية، يحلم كثيرون بالمستحيلات ويرفضون الواقع والمعطيات على الارض، في حين يدرك الجميع ان القيادة موهبة وفن، والحكم هبة وقدرة على الاتزان في المواقف.
اليوم في خضم الخلاف والاختلاف وأزمات المنطقة يعود الاعلام السياسي الى الواجهة مع وضد ومنظرين ومتلونين ..
ايران النموذج والادوات السيد حسن نصر الله وكثير من الحاقدين والمأزومين، مثال هؤلاء واولئك موجودون بيننا وبعضهم يتطلع الى دور حتى ولو في المريخ ليقول انه ناهض النظام او عارضه، في المجتمع نماذج تدعي الوطنية بسياط النقد، وهؤلاء الى فسطاطين الاول دعي يجيد اكثر من لغة ويستند الى مراكز ابحاث ويتنقل بين وسائل الاعلام المختلفة بما فيها المعادية ليعود برؤية بعيدة عن الحقيقة ويستند الى خبراته الشخصية ولو كان عسكريا سابقا مثلا سوف يتحدث عن الحرب اوزارها وخسائرها مستوى التسليح وعدد الطلعات وكميات الذخائر وغيرها باعتباره الجهبذ الفطن الكيس والقائمين على العمل لا كفاءة ولا تجارب، يعاقرون الدخان ويرفعون اصواتهم حاسمين المعركة لصالحهم، هولاء يملكون ارثا ويعتقدون ان الكفاءات بدونهم مجرد بيادق على رقعة الشطرنج، واخرى على خلفيات تاريخية مثلا يؤيدون بالقول والفعل افعالا مناهضة لتوجهات المرحلة سواء باتجاه ايران الدولة، وليس النظام المستبد بدء من رغبته في تصدير ثورة لا يؤمن فيها بغير سيادته، او يجنح الى تعكير الصفو باي طريقة، وفي اتجاه اخر يرفضون توجهات الادارة الاميركية المنحازة الى اسرائيل اولا ثم الاتفاق النووي ثانيا ولا اجد غرابة في ذلك لأن الكل يدرك ان اسرائيل العدو الاول واميركا لن تعمل لصالح العالم العربي يوما واحدا.
ابحث عن مصالحك في كل الاتجاهات، لا اناكف احدا، ولا افرض رايا على احد، ولكن يتهافت بل ويتكالب الجمع علينا ومطلوب منا ان نكون اكثر اتزانا لمراعاة مصالحنا من زاويتهم، وليس من زاوية صانع القرار، وزير الخارجية المصري يقول في مؤتمر مشترك مع نظيره السعودي “هناك تطابق في الرؤية بين البلدين” ووزيرنا يقول هناك ” توافق ” ومحور الامر سورية واليمن .. في اتجاه اليمن البعض يعتقد ان الامر شأن داخلي، والبعض الآخر رؤية سيادية، الم يكفي العروبة ضياع العراق ودمار سورية وغياب ليبيا ..
نحن بحاجة الى اعلام مختلف عن السائد لان الكل من حولنا يتحدثون همزا ولمزا وتسريبا ونحن بدون مهنية اعلامية تتطلبها المرحلة .. اكمل الاثنين المقبل.
من الغرائب.. نائب رئيس مؤسسة النقد يلقي خطابا في الرياض بالانجليزية وسفير الصين يلقي خطابه بالعربية في افتتاح البنك الصناعي التجاري الصيني .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *