[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]

اليهود منذ تفكيرهم في اغتصاب الأرض العربية الفلسطينية في 15 مايو (ايار) 1945م دأبوا على تشويه صورة العرب والمسلمين في العالم كله عبر استغلالهم الفعال لدور الإعلام وتأثيره في الرأي العام الفردي والاقليمي والعالمي، فسخر أثرياؤهم وأغنياؤهم الأموال من أجل تحقيق هذا الهدف فنجحوا نجاحاً باهراً في الاستحواذ عليه في التأثير على (مصادر) القرار السياسي في الغرب (الاوروامريكي) كما نجحوا في تشويه الحقائق، وتزييف الواقع، وبث افتراءاتهم وأكاذيبهم ومغالطاتهم، فتعاطف معهم العالم بأسره، وبقي أصحاب الحق المغتصب في فلسطين العربية المحتلة في أبواق لا نفع فيها ولا فائدة بدليل استمرار الظلم والطغيان والهيمنة أمام بصر وسمع العالم كله، ولا يحرك ساكناً بتاتاً حتى ضحايا اليهود، ما يسمى بالمحرقة النازية (هولوكوست) حصلوا على كامل حصتهم من التعويضات، وما يزالون يحصلون على المزيد من أموال المصارف في الغرب من الفوائد المترتبة عن مبالغ التعويضات (1.25) مليار دولار محسوبة من منتصف عام 1998م وهو تاريخ البدء بالدفع حتى اغسطس (آب) 2002م تاريخ الانتهاء منه بما يوازي (200) مليون دولار!.
وأصبحت قضية فلسطين لم تعد لها مكانة من الاهتمام في العالم الغربي بسبب غياب الإعلام العربي بشكل كامل في المجتمعات الغربية مع وجود يهودي فاعل في كافة وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي حتى اجهزة الإعلام الفلسطينية تدور في فلك ابواق الإعلام اليهودي، فلم يعد هناك احتجاج من قبل الفلسطينيين أنفسهم في الاصرار على أقل تقدير بقاء اسم (فلسطين المحتلة) على كل الخرائط التي تظهر على الفضائيات العربية أو وسائل الإعلام المختلفة في بلدان العالم كله. كما أن غياب التحرك العربي الفلسطيني في مجتمعات العالم أوجد قناعة لدى تلك المجتمعات ان الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة لهم الحق في البقاء في فلسطين لأن الفلسطينيين ذاتهم استمرأوا بقاء جنرالات الاحتلال إلى ما شاء الله لاستفادة البعض من في السلطة الفلسطينية من بقاء سلطة الاحتلال الإسرائيلية في فلسطين بشكل دائم لأن استقلال فلسطين يعني ببساطة نهايتهم!
ولترسخ سلطة الاحتلال فكرة البقاء في فلسطين افتتحت في 5 ربيع الثاني 1423هـ الموافق 26 يونيو (حزيران) 2002م قناة فضائية اسرائيلية (قناة الشرق الأوسط) الموجهة للعالم العربي للتأثير في الرأي العام العربي بعد ان نجحت في التأثير على الرأي العام الغربي تأثيراً مباشراً خصوصاً أن هناك بعض السذاجة من الشباب والشابات، وبعض الرجال والنساء العربيات يستهويهم الحوار والنقاش والمياعة والدلال عبر الأحاديث الهاتفية الفضائية العربية، فاستغلال هذه الفئات لصالحها بداية لبث السم في الدسم ضد العرب وقضيتهم الأولى قضية فلسطين والقدس الشريف.
فهل يعي هؤلاء ان الغاية من بث القناة الإسرائيلية الموجهة للعالم العربي تكريس احتلالها لفلسطين العربية والتأثير على البسطاء ان بقاءها في فلسطين أصبح أمراً واقعاً مع اغفال كامل لارادة الشعوب التي قاومت سلطات الاحتلال في العقود الماضية!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *