[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حصة العوضي[/COLOR][/ALIGN]

تتميّز التكنولوجيا الحديثة بقدرتها على إتاحة فرص التواصل بين البشر من كل بقاع الأرض.. بغضّ النظر عن الجنسيات والمستويات الاجتماعية.. والاقتصادية وغيرها.. إذ سهلت مواقع الاتصال العالمية الجديدة.. كسر الحواجز التي كانت تفرضها قيود البريد العادي والاتصال السلكي بين الناس.. كما أنها ساعدت البعض من محبّي القراءة والكتابة على نشر إنتاجهم وأفكارهم أمام الآخرين.. دون انتظار للجهات الرقابية في الدول المختلفة.. ودون انتظار لموافقة السلطات الصحفية والإعلامية لإخراج ذلك المنتج إلى الوجود.وكما أن لأي منتج حديث مفعولاً إيجابيًا لمن يستخدمه وللآخرين.. فهو أيضًا يحمل جانبًا سلبيًا أيضًا.. أي أنه كما يُقال في المثل الشائع (سلاح ذو حدين..).وذلك يحدث بالطبع حين يسيء الإنسان استخدام هذه الأمور التكنولوجية الحديثة.. والتي دخلت إلى عالمنا الحديث في غمضة عين.. مما أدّى إلى بلبلة في طرق الاستخدام المفروضة على هذه الأجهزة التكنولوجية.. والتي أصبحت متوفرة بأيدي الجميع دون تمييز لمستوى معيشي.. أو مستوى ثقافي .. أو حتى مستوى عمري مناسب..فالجميع أصبح يستخدم تلك الوسائل.. ويفتخر في كل لحظة وفي كل مناسبة بما يقدمه من خلال هذه القنوات المفتوحة دون رقابة.. والتي لا يقف عليها حرّاس أمن يرصدون الداخلين إليها والعابرين.. والمخلّين بالأخلاق والملتزمين بها.لا شيء من ذلك يوجد أمام البوابات الإلكترونية المفتوحة.. والتي لا تحتاج للدخول إلا بضعة حروف أو رموز خاصة بالفرد عينه.. حتى يمكنه الولوج إلى ذلك العالم الجديد.. الذي قلب الدنيا رأسًا على عقب.ولكن هل توقف المستخدمون لتلك البوابات عند هذا الحد..؟؟ بالطبع لا .
فقد أتاح ذلك للآخرين الذين لا همّ لهم إلا مراقبة خلق الله.. ومحاولة تدمير الأسس الأخلاقية والاجتماعية في بعض الأماكن.. من تحوير كل تلك التفاعلات البشرية الإيجابية .. ونقلها إلى أدنى المستويات الخلقية والإنسانية.. ومحاولة إنتاج مواد أخرى جديدة من كل ما يلتقطونه بالكاميرات الرقمية السريعة.. وكل ما يمكنهم العثور عليه من مواقع الإنترنت المفتوحة دون حماية ودون حراسة.. فالفضاء الخارجي مفتوح أمام الجميع.. والدخول إلى عالم الفضائيات والأقمار الصناعية المفتوحة أمام العالم حرية تكفلها بعض القوانين في العديد من دول العالم.. لكن الخروج عن العادات والأطر الأخلاقية والدينية.. أمور لا تقبلها أي قوانين من قوانين البشرية العادلة.. وذلك بما يحاول هؤلاء الخارجون على مبادئ الأخلاق والإنسانية المتوازنة.. تمريره عبر هذه المنافذ من أمور خادشة للحياء والأدب العام.. عن طرق تلفيق الصور والمناظر الشخصية ومنتجتها لتلائم أهدافهم الشريرة والسيئة على المستوى الشخصي والعام.
فمتى يمكننا إصدار قوانين .. أو قوات خاصة بحفظ هذه المواقع .. وهذه المداخل الإلكترونية السريعة .. التي سهلت لنا أمورًا كثيرة .. وفي نفس الوقت .. أقضّت مضاجع الكثيرين من البشر القاطنين فوق هذه الأرض؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *