[COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR]

يبلغ تعداد المسلمين حوالي الملياري نسمة يستوطنون بقاع الأرض، جميعهم يرددون آيات بينات من القرآن تتحدث عما يحب الله سبحانه من التعاملات البشرية ويبشره سبحانه بأرفع المكافأة في الدنيا والآخرة، كذلك تجدهم لا يفترون عن ترديد ما يحفظ أغلبهم عن ظهر قلب من بعض الأحاديث النبوية والتي أيضاً ترشد لنفس التعاملات الحسنة ومكارم الأخلاق.
الملفت للنظر أن المسلمين يعرفون قول الله تعالى \”يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ\” ويعرفون أن المقت هو من قمة الاستهجان، ولكنك تجدهم يخالفون بالأفعال أغلب الأقوال إلا من رحم ربي وكأنهم لا يسمعون أو يعقلون ومن شدة استهتارهم لا يعترفون فلا يتطورون بل يزيدون الانتشار بين الأجيال وبكل إصرار.
هناك مسلمون يتشدقون بمكارم الأخلاق، النظافة من الإيمان، الوفاء بالعهود والكيل والوزن بالقسطاس المبين، صلة الرحم وحق ذوي القربى واليتامى وابن السبيل ….الخ وعندما تشاهد واقعهم تجدهم أبعد خلق الله كغالبية عن كل ما يقولون ويرددون، فحسن الخلق يُعتبر عملة نادرة بين المسلمين الذين حالهم يغني عن السؤال وشدة اختلافهم والتآمر على بعضهم أصبح جزءاً من الحال، عندما تزور دورات المياه في المساجد بعد فريضة الصلاة تظهر إليك الحقيقة التي لا تمت للقول بصلة على الإطلاق وإذا أخطأت وقدمت للمسجد بحذاء ثمين فمصيرك وبنسبة مرتفعة جداً العودة حافياً أو استخدام حذاء السارق؟!
الوفاء بالعهد والكيل وقول الحق ولو كان على نفسك أو الوالدين أصبح من حكايات الماضي بين مسلمي الحاضر كغالبية، وبالنسبة لحق ذوي القربى وغيرهم فالأمر تحول من حق إلى مساعدة تُبنى عليها واجبات واحترامات أو سوف تُلغى لأنها لم تُعط حسب ما أمر الخالق ولكن بما ظن المخلوق الذي فكر فقدر ولم يتدبر ويتعقل، ولهذا تجد أن أحوال المسلمين تعكس لك أن الغالبية لا يتبعون البيان بقدر اهتمامهم بوسوسة شيطان يدعم إنساناً.
المحزن في الأمر أن العالم يسمع جميل أقوالنا في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ويشاهد فيها أيضاً أهوال أفعالنا ويجدنا مصرين على أن ما نقوله ونفعله هو قول رسول كريم منزل من لدن رب رحيم هو رب موسى وعيسى وهارون والأولين ونريد العالم أن يقول لنا آمين ولا نعي أننا نظهر أمامهم كالمجانين ونسيئ لرسالة خالق الناس سبحانه أجمعين؟؟!!
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *