الإرهاب سنياً كان أو شيعياً .. نحن ضده
أن تجوب بسيارتك طرق المملكة ، عابراً المدائن والقرى والهجر ، من الجنوب إلي الشمال ، ومن الغرب لأطراف الشرق ، وبصحبتك زوجتك وأطفالك دونما أن يدور في خلدك أدنى نية في حمل قطعة من سلاح ما ؛ فلأنك تعيش في بلد يسوده الأمن من أقصاه إلى أقصاه ، وحينما تذهب لعملك أو تغادر مسافراً تاركاً وراءك بيتك وأسرتك وأطفالك دونما أن يخالجك قشة من شعور أن ثمة خطراً قد يداهمهم في أي لحظة من لحظات غيابك فلأنك تعيش وسط مجتمع يقدس بكل جوارحه مفهوم ( السلم الاجتماعي ) ، هذا المفهوم الذي لا يعد مقصداً من مقاصد التشريع وحسب .. بل وحقاً من حقوق الشعوب على حكوماتهم ، فالدولة التي لا تضع من ضمن أولوياتها سيادة الأمن والاستقرار على كل شبر من أراضيها لا يمكن أن يتم وصفها أصلاً بالدولة ، والدولة السعودية منذ اليوم الأول لشروق شمس إعلان وحدتها أرضاً ومجتمعاً على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز وضعت نصب عينيها هذا الهدف ، إلى أن قطعت فيه أشواطاً عظيمة في زمن قياسي مقارنة بكثير من بلدان العالم التي يمتد تاريخها لمئات السنين ، ذاقت خلالها مرارة وويلات الحروب الأهلية أزمنة مديدة إلى أن أدركت في آخر المطاف ومن تحت أنقاض تلك الحروب ما المعنى الحقيقي لغياب المفهوم أعلاه (السلم الاجتماعي )، ولا أظن عاقلاً يريد تكرار تجارب تلك الدول الدموية ليتأكد من قيمة وأهمية ما ينعم به مجتمعنا من طمأنينة وسكينة وراحة بال .
إن العدو الحقيقي لأي مجتمع متنوع ومتعدد المذاهب كمجتمعنا ( السني – الشيعي ) هو التطرف ، وثقافة الاستقطاب المذهبي ، ومبدأ العنف وفرض الرأي بالقتل والسفك والحرابة ، ذات الأدوات التي حاولت المذاهب المسيحية في التأريخ الأوربي الاعتماد عليها ردحاً من الزمن لكنها أثبتت فشلها وحماقة سدنتها ومؤججيها ، لكن بعد ماذا ؟ بعد أن ذهب الملايين من البشر حطباً لتلك الحروب ؟ والمحصلة .. لم تتغلب فئة على أخرى ، ولم تلغ طائفة مذهب الأخرى ، إنما برزت الحقيقة التي مفادها ألا مناص من العيش المشترك في ظل قوانين منصفة تحقق العدل والمساواة للجميع ، ومن فضل الله أن الشعب السعودي قد أدرك هذه الحقيقة من خلال وقوفه صفاً واحداً مع حكومته في وجه تنظيم القاعدة الذي ولد من رحم ( التطرف السُني ) حتى أذن الله بانحساره واندحاره ، ولا أظن هذا الشعب إلا مؤكداً لهذا الموقف مرة أخرى ، لكن هذه المرة في وجه التطرف الشيعي في العوامية، وأقول التطرف الشيعي للتأكيد على أن المعتدلين الشيعة موجودون ، وهم من يعول عليهم مع المعتدلين السنة لتجنيب هذا الوطن رعونة التطرف وحماقة المتطرفين ، والوقوف صفاً واحداً في وجه كل متطرف يسعى لفرض عنفه وشراسة معتقده على حساب الأمن والانسجام والتعايش المشترك.
التصنيف: