الإجازة الصيفية والأبناء
شهوان بن عبد الرحمن الزهراني
الإجازة الصيفية الممنوحة للطلاب على كافة مراحلهم التعليمية ، تستدعي البحث عن برامج يتنفس هؤلاء الطلاب من خلالها ، ويجدون راحتهم فيها فيغسلون عناء وتعب وملل عام دراسي كامل .
وكثير من الآباء يجدون أنفسهم في حرج كبير تجاه رغبات أبنائهم ، في تمتعهم بالإجازة ، فارتباط الآباء بعمل خلال إجازة الأبناء يعني بالتأكيد قضاء العطلة في البيت دون الاستفادة المرجوة من هذه الإجازة . فإذا استثنينا العاملين المعلمين فإن باقي الموظفين سواء من موظفي القطاع العام أو الخاص نجد أن إجازاتهم السنوية مرتبطة بخطط ومواعيد مسبقة ، طبقاً لمصلحة العمل ، فلا يتأتى منح جميع الموظفين إجازة في وقت واحد ، وهو أمر غير متصور ولا وارد . وبخاصة أن مدة الإجازة الصيفية للطلاب تمتد إلى قرابة ثلاثة أشهر .. وإذا كان الآباء لا يستطيعون السفر أو حتى القيام برحلات داخل المنطقة التي يعملون بها وفي ذات الوقت فالطلاب حاجتهم ملحة لقضاء هذه الإجازة بعيداً عن جو المنزل ، فإن الضرورة تستدعي البحث عن بدائل تخفف من حدة وطأة كابوس الفراغ والملل في البيت نوم في النهار وسهر وتسكع في الليل ، وفي هذا خطر على الصحة والأخلاق . وأقترح أن يكون هناك بدائل من خلال الآتي :
1- أن يتم التنسيق بين فروع الأجهزة الحكومية المماثلة في مناطق المملكة وكذلك الشركات ذات الفروع في المملكة في ندب موظفيها إلى مناطق يتم اختيارها من قبل الآباء ويتم تدوير هذه المهمة من سنة لأخرى بين الموظفين ، على أن لا تتحمل تلك الجهة أي تكاليف مالية بسبب هذه الندب ، وتكون حسب الإمكانيات المتاحة ،وهكذا يتم التدوير بين الموظفين بحيث يتمتع الأبناء مع أبيهم بحياة جديدة في منطقة أخرى غير التي درس فيها.
2- أن تنهض الهيئة العامة للسياحة بالقيام بتحديد واختيار مواقع لمدن ترفيه مناسبة في كل مدينة ومحافظة ، وذلك لتنويع مصادر الترفيه في جميع مناطق المملكة والتوسع في إيجاد منتزهات وان تقوم بالمساعدة في طرح الأفكار وإنشاء وتمويل هذه المتنزهات بهدف تخفيف نسبة التكاليف الباهظة التي يترتب عليها غلاء الأسعار في هذه المتنزهات ، وانخفاض الأسعار في المتنزهات ومدن الترفيه يساعد على الاستفادة من هذه المدن والمتنزهات الترفيهية بقدر كبير من عدد غير محدود من المواطنين .
3- أن تقوم الأمانات والبلديات في المدن والمحافظات بإنشاء مواقع مناسبة وتجهيز البنية التحتية الضرورية فيها ومن ثم تأجيرها للمستثمرين حتى تكون مناسبة للظروف المالية لأصحاب الدخل المحدود ، بحيث يجد فيها الأبناء متنفساً يحققون من خلاله رغباتهم في الترفيه والتسلية .
4- أن تقوم رعاية الشباب بالتنسيق مع المجالس البلدية والغرف التجارية في تحديد مواقع في الأحياء السكنية وتقوم رعاية الشباب بمساعدة أبناء هذه الأحياء في إنشاء ملاعب رياضية صغيرة يتوفر فيها الحد الأدنى المطلوب لممارسة بعض الألعاب الرياضية مثل كرة القدم والطائرة في الحدائق ، وأن تقوم مكاتب رعاية الشباب بالمساعدة في تنظيم مباريات بين فرق الأحياء وتخصيص كأس للبطولة. وهذا من شأنه أن يمتص كثيراً من فراغ الشباب ويسهم في القضاء على تسكعهم في الشوارع والأسواق، كما يمنح النوادي الكبيرة فرصة البحث عن لاعبين ذوي مهارات عالية.
5- أن تساهم أجهزة وزارة الثقافة والأعلام بوضع برامج ومسابقات معينة عبر أجهزتها الإعلامية على أن تكون تلك المسابقات وجوائزها مدفوعة الثمن بالكامل من الوزارة ولا يتحمل المتسابقون أية مبالغ سواء للاتصال أو خلافه ، ليحقق هؤلاء الطلاب من خلالها ذاتهم وتفريغ بعض طاقاتهم والتسابق نحو الجوائز وإيجاد مثل هذه المسابقات الثقافية تحقق للأجهزة والقنوات السعودية الإعلامية المتابعة بدلاً من بحثهم عن قنوات تكون مضرتها وفسادها أكبر من نفعها وفوائدها .
6- التوسع والتنويع في المراكز والمخيمات الصيفية بحيث تستوعب أكبر قدر من الطلاب ، ووضع برامج وأنشطة متنوعة ومناسبة لكل المستويات ، ومسابقات لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية وتخصيص جوائز قيمة للفائزين ، وبذلك يتم توثيق العلاقة بين الأبناء وكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم بدلاً من تزجية الوقت في اللهو الذي لا يشكل الشخصية المطلوبة في كل مسلم .
الإجازة إذا لم تكن على الوجه المطلوب فإن ضررها أكثر من نفعها ، فالفراغ والشباب مفسدة ، ثم أن الدولة تبذل عشرات المليارات في سبيل المحافظة على الصحة والفكر وهذه المقترحات وسائل تؤدي للنهوض بالمسؤولية العامة التي تقع على الدولة .اللهم وفق ولاة أمرنا لما يفيد ويحفظ أولادنا وبناتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ص.ب 14873 جدة 21434
فاكس : 6534238
التصنيف: