د. منصور الحسيني

هذا العنوان الانهزامي أصبحنا نردده كمسلمين في الفترة الأخيرة بشكل ملفت، حيث يشتكي المغرب من عمليات تنصير، عنوان انهزامي لأنه يدل على الضعف من ناحية وعلى فقدان الثقة من ناحية أخرى.نعم هو جرح مؤلم أن تشاهد أبناءك يغيرون دينهم أو معتقدهم، ولكن هنالك أسلوب ناجع لعلاج هذا الجرح يبدأ بالتعرف على خصائصه ومسبباته التي غالباً ما يكون منها العلاج، وهنالك أسلوب عاطفي رجعي يجعلك تغطي هذا الجرح بقليل من البن أو الرماد كما كنا نفعل في ماضي الزمان.
عندما اتيقن أن ابني سوف يحاسب على إيمانه أو كفره بالله و آياته منفرداً أكون ملزماً بالتسليم أن حرية القرار تعود إليه كما أراد خالقه ولذلك لن أجد بداً من العمل على تثقيفه في الدين فقد يصبح من المبشرين به بدلاً من أن تنتزعه حملات التبشير المعاكسة لأية ديانة أو مذهب، لابد أن أجعله هو من يدافع عن إيمانه وهذا ما يفعله ابن صديقي الماليزي الذي يسكن في عمارة يجاوره فيها مختلف الديانات ويلعب ويدرس مع أبناء هؤلاء الناس الذين منهم من لا يؤمنون بوجود الله.
صديقي الماليزي تعرف على معنى قول الله تعالى:\” ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ \” فعندما ثقف ابنه كان حريصاً على تحري الحق الذي عكسه الباطل والأبناء في هذا الزمان يستطيعون التفريق بين الحق والباطل، بشرط ألاَّ يشوه لهم الحق فلا يعرفون كيف يجادلون به الباطل بل قد يجدون عند من ندعوهم أهل الباطل شيئاً من الحق الذي أخفي عنهم في عقيدة آبائهم بسبب بعض المدخلات البشرية، وقبل كل هذا تيقن صديقي أن الناس فريقان متبع للحق وآخر يتبع الباطل ولذلك جاء قوله تعالى:\” يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ \”.
فإلى متى سنظل نرمي بأخطائنا على الآخرين؟ وماذا جنينا من اتهامنا للجميع بالتآمر علينا كمسلمين وجلسنا نحكي وكأننا متفرجون؟ متى لا نخاف منهم على أجيالنا حتى إذا ما حاول بعضهم تصميم قرآن كما فعل بعض الأمريكان؟ نستطيع الفلاح إذا بدأنا بمراجعة تصرفاتنا والإعتراف بأخطائنا للعمل على تصحيحها بدلاً من رميها على الآخر، نستطيع النجاح إذا اجتهدنا بالحق كما يجتهدون بالباطل وإذا كان الاجتهاد يسمى تأمراً فلنا أن نتأمر بالحق ولهم أن يتأمروا، نستطيع بدلاً من الخوف على أبنائنا منهم أن نجعل أبناءنا من يحاججهم ولن نستطيع الوصول لهذا بدون الرجوع للحق وتصحيح كثير من المفاهيم الخطأ عن الدين عند أغلب المسلمين. يقول الله:\” الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ \”.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *