الأنصاري:رد الجفري أخرجه من صمته

Avatar

[COLOR=blue]عبد الرحمن الأنصاري[/COLOR]

أخي الكريم رئيس التحرير الأستاذ علي حسون، حفظك الله ورعاك وبعدُ :

تعليقاً على التصحيح الذي أجراه الأستاذ محمد علي الجفري على البيت المختتم به مقالتي القصيرة المنشورة في البلاد السبت 8 رجب 1434 حول \” التكريم \” وتأخيره عن موعده… أقول إنني سعدتُ بكون ذلك الخطأ في البيت، قد أنطق أستاذنا الجفري وأخرجه من صمته، فقد ( سكتَ دهراً ونطق شعراً ).. وإن شئتَ فقل:
( أسكته الدهرُ وأنطقه الشعر ).. وعلى كل الأحوال، فإن الأمل معقود على أن هذا آخر عهد لسيادته بالسكوت
فالأحداث تتلاحق، وما تأتي به من الأهوال يُخرج الحليم عن حلمه، ويُنطق الصّخر، وقلم الأستاذ الجفري من الأٌقلام المميزة، فكتاباته تمتاز بأن كل كلمة فيها،بأنها موضوعة في مكانها الصحيح، فضلاً عن (المعلومة ) التي لا بد من استفادة القارئ لها من كل مقال يكتبه الكاتب الفاضل، مع حرصه رعاه الله على وقت القارئ ،بالتزامه الاختصار غير المخل…….فتلك مقدمة أردتُ أن أستفتح بها خروج أستاذنا الجفري من صمته الذي طال، وأودّع بها ذلك الصمت، وداعاً إلى غير رجوع ، إن شاء الله تعالى ….
أما بخصوص التصحيح الذي أجراه على البيت، فقد ذكرتم ( فيما هو منشور في الصفحة الأخيرة من عدد يوم الاثنين 10 شعبان ) أنكم تلقيتموه في رسالة هاتفية.. وأنا أؤكد وأجزم أن تلك الرسالة الهاتفية، لم تنقل لكم تصحيح الأستاذ على وجهه الصحيح، بدليل الخطأ الوارد فيما صححه لي وهو: ( لأعلمتك ) .. والصواب :
( لأعْلمَنَّك )……….. والخطأ الوارد فيما صحح به وهو : ( لا ألفيتك ) بالتاء، والصواب : ( لألفينّك ) بالنون.
وأنا أوردتُ البيت من حفظي ، و ( لألفينّك ) أي : لأجدنّك، هي بنفس معنى ( لأعْلمَنَّك ).. والتصحيح الذي كنتُ أنتظره للبيت 🙁 لأعلمنك بعد الموت تندبني- وفي حياتي ما زودتني زادا ) هو رويُّه ( زادا ) فمن رواه ( زادا ) كما فعلتُ اعتمد على أمرين، أحدهما: أن البيت وحيد ولا ارتباط له لا بما قبله ولا بعده كما في قصة أوردها الإمام السيوطي في \” تاريخ الخلفاء\” ص200… والأمر الآخر: معنى ( ولا زودتني ولا حتى زادا واحداً، وإلا فإن البيت المذكور قد ورد ضمن قصيدة معبّرة ومؤثرة ورَويّها الدال المكسورة ( زادي ) بالإضافة….. وعلى كل الأحوال فإن الصواب المستفيض في مفتتح ذلك البيت، هو ما ذكره أستاذنا الجفري ( لألفينّك ) وليس ( لأعْلمَنَّك ) التي لا أعلم كيف استقرت بذاكرتي… وتتميماً للفائدة يسعدني إيراد القصيدة التي ورد فيها البيت موضوع النقاش كاملة وهي :
يا كعب ما راح من قومٍ ولا ابتكروا
إلا وللموتِ في آثارهم حادي
يا كعب ما طلعت شمسٌ ولا غربت
إلا تُقَرِّب آجالاً لميعاد
لا خير في عيش من يحيا وليس له
ذوو ضغائن لا تخفى وأحقاد
وما تحمل قومٌ نحو طيتهم
إلا وللموت في آثارهم حادي
يا كعب كم من حمى قوم نزلت به
على صواعق من زجرٍ وإيعاد
يا كعب صبراً ولا تجزع على أحدٍ
يا كعب لم يبق منها غير اجلاد
بينا نقلب أرواحاً نحشرجها
كرائح راحل أو باكر غادي
إني وإياك والأمثال نضربها
في حين زجرٍ على قربٍ وإبعاد
لكالذي قال يوماً في معاتبةٍ
والناس شتى إلا للَه أجدادي
لا الفينك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي
انظر إلى سلك دهرٍ أنت تاركه
هل ترأسنَ أواخيه بأوتاد
إذا لقيت بوادٍ حيةً ذكراً
فاهدأ وذرني أمارس حية الوادي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *