الأندية الرياضية النسائية

• محمد حامد الجحدلي

كثيرة هي الدراسات التي أجريت حول هذه الأندية ، ومن البديهي أن ما جرى من دراسات مجرد ” دراسات سطحية ” ، وقفت عند جزئية معينة خُطّط لها من قبل الباحث فقط ، وجهة تمويل البحث الذي لا يتجاوز هدفه دراسة الجدوى الاقتصادية ، إضافة إلى زيادة العوائد الربحية ، وبلغة “البزنس” “الجانب المادي البحت” ،

ولا غرابة في ذلك إذْ أن معظم هذه الدراسات ، تتجه في مضامينها لتلك الأهداف قصيرة المدى ، وانساقت وراء هذا المنحى مجلات نسائية عديدة أفردت لها استطلاعات صحفية ، وطالما أن محور الحديث يتعلق بصحة المرأة ، بما يتناسب مع الذوق العام ومدى كفاءة وقدرة مشاركة القطاع الخاص وهو ما يقودنا لمعرفة أن الأندية الحالية لا تمارس أدوارها الحقيقية ، طالما أقيمت من أجل الاستحواذ وجني المزيد من الأرباح ،

فالأندية النسائية الرياضية بواقعها الحالي لا يتناسب مع متطلبات المرحلة ، ولا تصل لتطلعات الشريحة المستهدفة من سيدات المجتمع والفتيات بمختلف الأعمار وتنوع الثقافات ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في تراخيص العمل الممنوحة للأندية القائمة ،

وتكوين لجان رسمية لتقويم أداء الموجود منها ، وأخذ التعهدات اللازمة لتصحيح أوضاعها ، بما يدعو لطرح المزيد من التساؤلات ، وفي مقدمتها السؤال التالي : هل المرأة السعودية ليس لديها ما يشغل جُلَّ وقتها سوى الرشاقة وما يتعلق بها من أمور عدة تشكل هاجسًا لها ؟

لتأتي الإجابة المقنعة بأن المرأة هي الجزء الأهم من التركيبة الاجتماعية ، التي لا يمكن الاستغناء عن مُجمل أدوارها الايجابية ، كأم وربة أسرة وطبيبة ومعلمة وأستاذة جامعة ومهندسة وإعلامية ، وعضوة مجلس شورى ووزيرة قادمة في مستقبل الأيام ، تشارك مجتمعها قضايا التنمية ، ولنا أن نفخر بها في القطاع الذي يتلاءم مع تخصصها ويحفظ لها كرامتها ،

من خلال مساهماتها الفاعلة التي لا يمكن تحقيقها ، إلاَّ بحيويتها لصناعة مستقبل بلادها ، فإذا كانت هذه النظرة الصادقة نحو المرأة في بلادنا ، فمن حقها أن تمارس حقها الطبيعي ، وأخذ قسط وافر من النشاط الرياضي الذي يعينها على أداء مهامها.

وعلى هذه الأندية توفير مواصفات الجودة العالمية التي تؤهلها بمعايير صحية ورياضية ، تمنح المرأة السعودية حق الخصوصية وتحقق من خلاله ذاتيتها ، وفق قيمها وعاداتها الاجتماعية التي تميزها عن غيرها ، لتمارس رياضتها بعيدا عن أعين المتربصين بها في أماكن التجمعات العامة ،

ومنها ما خُصص لمسارات المشاة التي لا تخلو من بعض الإزعاجات ، حتى وإن كانت المرأة في كامل حشمتها وعفتها ، للإسراع بفتح أندية نسائية رياضية تضمن لها اللياقة الصحية ، في ظل كوادر تدريبية نسائية سعودية متمكنة يدركن القيم الاجتماعية وخريجات كليات أكاديمية محلية ، ولعل مجلس الشورى يعيد النظر في الموافقة على حصص التربية الرياضية للبنات في المدارس والجامعات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *