الأندية الأدبية ودورها في تعزيز الأمن الفكري
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]
الأمن الفكري هو الأساس في استقرار ونماء وازدهار أي مجتمع من مجتمعات الدنيا، وحين يتعثر الأمن في مكان ماء فسوف يكون مدعاة للتخلف والقلاقل والفتن.
وحتى يتحقق لمجتمعنا التنامي الحضاري والثقافي والإنساني يجب أن يتوفر الأمن بجميع مفاهيمه ومدلولاته كالأمن الفكري، الاقتصادي، الصحي، الاجتماعي والنفسي.
ومع التواصل الإعلامي والتطور التقني الذي يشهده العالم في العصر الحاضر توالدت التيارات الفكرية الوافدة وتزايدت الصراعات الأيدلوجية مما يحتاج مجتمعنا إلى صياغة إستراتيجية جديدة للأمن الفكري من اجل مسح الشوائب الضبابية واجتثاث الأفكار السلبية التي تعترض استقرار ورخاء الوطن.
وحتى نحمي مجتمعنا ونصون عقول أفراده من تلك الانحرافات الفكرية أو العقدية التي تخالف النصوص القرآنية والأحاديث النبوية لا بد من استنهاض جميع المؤسسات المجتمعية سواء تعليمية، ثقافية، إعلامية، فنية، رياضية، مسرحية أو خيرية. والأندية الأدبية تأتي في منظومة المؤسسات الهامة و التي يعول عليها المساهمة بادوار طليعية من اجل إيضاح مفاهيم الأمن الفكري ومعانى الحرية الفكرية وأخطار التطرف والغلو.وأهمية الوسطية وتعميق الهوية الوطنية وغرس حب الوطن وتقديم الدراسات والأبحاث العلمية وتنمية مهارات الحوار لتحصين المجتمع من المؤثرات الفكرية السلبية.الأندية الأدبية تعد في نظري منارات فكرية وثقافية بمقدورها المساهمة في تعزيز الأمن الوطني من خلال تنظيم محاضرات و ندوات يشترك في طرح أوراق العمل عدد من العلماء المجيدين والأكاديميين المتخصصين في هذا الشأن فضلا عن استقطاب أصحاب الرؤى الواعية والعقول النيرة بطباعة نتاجاتهم العلمية والأدبية والثقافية لتعزيز الوسطية وغرس المفاهيم الصحيحة ومناقشة الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والغلو وتقديم الحلول التي تعالج هذه الخلايا السرطانية التي تضعف تماسك وترابط المجتمع.فضلا عن تشكيل لجان تكرس مهامها في طرح المواضيع الفكرية وتحليلها ومناقشتها بكثير من الهدوء والوعي.
إن شريحة المثقفين عليها مسؤوليات عظيمة جدا في صيانة عقول الشباب ضد الانحرافات الفكرية.
فاصلة: اتمنى أن يندرج موضوع كهذا ضمن فعاليات المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين والذي سيُعقد نهاية الشهر الجاري.
التصنيف: