الأنا المتضخمة والجماعات المسلحة

• عبدالرحمن آل فرحان

معظم الصراعات البشرية بما فيها الصراعات الدموية المسلحة منشأها عقدة واحدة .. عقدة الأنا المتضخمة ، سواء في قالبها الفردي ( فرعون ، الإسكندر المقدوني ، هولاكو ، هتلر ….) أو في قالبها الجمعي ( النازية ، الصهيونية ، داعش ، الحوثيون…) ،

فالأفراد أو الشعوب أو الجماعات التي تنطلق من فكرة كونها أكثر تفوقاً من غيرها لابد وأن تحاول إثبات ذلك على الأرض ، وغالباً ما يكون ذلك من خلال تصفية خصومها الأقل قيمة منها ( من وجهة نظرها ) ، إما بطرق مباشرة كما في الحروب أو من خلال الحيل ودس فتائل الفرقة والتشرذم في أوساطها .

عقدة الأنا المتضخمة بالفوقية العرقية والاصطفاء الإلهي وهم يتم تسويقه والترويج له في الأوساط المجتمعية المتخلفة لتجييشها وتشكيلها والدفع بها لتحقيق مآرب الساعين للسلطة ، الذين يدرك معظمهم أن ما من وسيلة للتسلط أفضل من هذا الأسلوب ، يغرقون الأتباع بأنهم خير من تشرق عليهم الشمس ،

وأن هذه الخيرية تستوجب تحمل عبء تنظيف الكون وتطهيره من الأشرار عبر تأطيرها بأطر مقدسة ، وهو ذات الإطار الذي يستخدمه كل من الداعشي والحوثي وحزب الله ، فالطرف الآخر كافر مرتد وهم فقط المؤمنون ، الآخرون خونة وهم فقط الأمناء ، هم أنصار الله والآخرون أنصار الطاغوت وهكذا. الأمر الذي لم يزل يفت في عضد المنطقة العربية ،

ويضيع مقدراتها البشرية قبل المادية ، كل ذلك بسبب السعي الخفي للسلطة ، التي ما أن يصلوا إليها حتى يتنكروا لكافة القطعان التي دفعت الثمن من أبنائها وخيرة شبابها ،

تأملوا خارطة العالم جيداً واسألوا .. أين هي تلك الحروب من دول أوروبا وأمريكا واليابان ؟ لماذا تعيش كل تلك الدول رغم أزماتها المتعاقبة في منأى عن القتل المقدس الذي نراه يومياً في دولنا العربية والإسلامية ؟ قل لماذا بصدق .. وستجد تحتها الكثير مما قيل ومما لا يتسع المجال لقوله .

Abha/Tanouma61899 /P.O:198
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *