الأمير مشاري ..والجودة بالباحة

• عبد الناصر الكرت

من منطلق اهتمام سمو أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز على تحقيق مفهوم الجودة وتطبيقها في العمل الإداري الحكومي ، جاء الحرص بافتتاح مركز خاص بالجودة بالمنطقة سمي باسم سموه..ولعله المركز الوحيد المختص بهذا التطبيق أو من المراكز القليلة على مستوى المملكة.

والمركز من خلال القائمين عليه والمشرفين على أعماله يقدم جهودا موفقة لنشر مفاهيم الجودة في الأجهزة الحكومية وحتى الأهلية بمختلف الطرق والأساليب المتاحة عبر الدورات وورش العمل والمحاضرات والنشرات … والحرص الشديد على نقل الخبرات المتميزة للآخرين للاستفادة من تجاربهم الناجحة بهدف تحسين وتطوير الأداء الحكومي بصورة مستمرة ، استجابة لمتطلبات المتعاملين مع جميع الأجهزة وارتقاء بالخدمة بما يحقق رضا الجمهور.

ومركز الأمير مشاري للجودة يتحرك وفق منهجية علمية منطقية لإحداث نقلة نوعية في أداء الخدمات وطريقة التفكير وإشاعة ثقافة العمل الواعية بعيدا عن النمطية التقليدية وصولا إلى أسلوب الفعل الناجز الذي يختصر الوقت والجهد ورفع الإنتاجية ، وفق أساليب واضحة وخطط محكمة وبرامج هادفة ومتطورة تعتمد على التحديث المستمر والتحسين نحو الأفضل.

ونستطيع القول بأن الفكرة رائدة والمنطلقات راقية لنشر مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة لجميع العاملين في مؤسسات المنطقة خاصة وأن هناك جوائز معلنة مخصصة تمنح للإدارات الحكومية المدنية والأمنية المتميزة كل عام ، وكذلك الأفراد المتميزين من الموظفين الحكوميين ورجال الأمن . ومن المرجح أن تشعل التنافسية باستمرار لتطبيق المفاهيم بشكل متقن وفعال .. لتحقيق النتائج المأمولة ولطرح المبادرات البناءة لمزيد من الإبداع الفعلي والتميز.

والمركز كما هو ملاحظ يستهدف القيادات الإدارية في المقام الأول كونهم المحرك الأساسي للفعل الناجح في إداراتهم ، والمعول عليهم إشاعة ونشر هذه الثقافة بين موظفيهم ، والاستفادة من خدمات المركز والمتعاونين معه سعيا لضمان الجودة ، والاهتمام بإقامة المحاضرات وعقد الدورات التدريبية والورش المتخصصة واستخدام طرق التشجيع والتحفيز وتشكيل فرق العمل مع الإشراف والمتابعة والتقييم .

ولن تتحقق الجودة بمعناها الحقيقي ما لم يتم استيعاب هذه الثقافة من جميع العاملين في الأجهزة لتشكيل ثقافة كل مؤسسة وتهيئة منظومة العمل لتوحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد ، والاهتمام ببحث الممكنات ودعم المبتكرات لاستشراف المستقبل وفق نهج موضوعي.

وتظل جميع الإدارات – من خلال مديريها – مطالبة بإيجاد النقلات النوعية في أساليب عملها وتعاملها لكسب رضا جميع المراجعين ، كونهم المرتكز الأول لتقييم الأداء! لأن الخدمة في الأساس مقدمة من أجلهم، ورضاهم يمثل النجاح الحقيقي ويعطي الشهادة الفعلية لمعنى الجودة الإدارية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *