الأمس ليس اليوم .. واليوم ليس غداً
يسعى كل منا أن يسلك الطرق التي تؤمن له مستقبله .. فالمزارعون مثلاً لا يعتمدون على نوع واحد من المحاصيل .. فربما التغييرات المناخية أو ما يصيب المزارع من أوبئة قد تذهب باب رزقهم .. لذلك فإن التنوع في الزراعة لضمان بعض من مجهوداتهم ..
أيضاً أولئك الذين يعملون في أسواق الأسهم أو الشركات .. فإنهم يقومون بتنويع استثماراتهم حتى لا تصاب بنكسه في قطاع ما يفسد عليهم أموالهم .. وضياعها نتيجة التركيز على سهم واحد أو قطاع واحد من القطاعات ..
إن الرهان على مستقبل أفضل .. يعني وضع رؤية مستقبلية لنشاط أي شركة أو مؤسسة موضحة بدائل لجميع النشاطات .. وذلك في تحديد معالم عملاء الشركة ونوعية السلع ومكان السوق الذي تحتله ..
لا يمكن لنا أن نقول وأن نحدد أن اليوم مشابهاً للأمس .. وبذلك لن يكون أيضاّ مطابقاً للغد .. ولا يؤمن بذلك إلا من تلقى درساً قاسياً بافتراض أن اليوم هو امتداد للأمس .. وغداً مطابقاً لليوم ..
كثير من المؤسسات والشركات تصاب في أعمالها الناجحة وأرباحها المتواتره بنكسات .. لأنها لا ترى إلا المستقبل الوردي الذي تعيشه في يومها .. وتنسى أن هناك من يفكر ويقدم خدمات وتقنية وسرعة وتنظيم أفضل .. وتنفيذ أدق .. ومتابعة متواصلة ..
كما أن مبيعات الشركات مغرية في غفلة العاملين والمسؤولين الذين يركزون اهتمامهم على المبيعات .. ولا يعطون الإهتمام الكافي لإدارة تطوير الإنتاج .. مما يؤدي إلى بروز الشركات المنافسة التي تتخطاهم وقد كانت تسير خلفهم ..
إن الخطة الاستراتيجية التي توضع لشركة ما أو مؤسسة ما .. لا بد أن توضع لها بدائل تجعل هذه الخطة تستمر دون تعثر .. وعادة ما يتم وضع استراتيجية الشركة بعد وضع عدة محاور واحتمالات يتم الاختيار منها .. لتصبح مسمى الاستراتيجية المعتمدة ..
ولكن احتمالات تغييرها أو الخروج بها عن مسارها يكون موضوعاً من خلال وضع احتمالات وتقديرات قد تكون محتملة ويمكن حدوثها .. ولكنها تخضع لنوع من التقديرات التي تحتمل حدوثها .. وذاك يعني أن الأحداث التي تساعد على ظهورها تحتمل القبول أو الرفض اعتماداً على الواقع الذي يجبر الشركة على الأخذ به ..
من أصعب الاحتمالات في الشركة .. أنها تركز على شخصية واحدة وتتشبث بإدارته وقدرته ومكانته في الشركة وأسلوبها .. فإن الأقدار قد تجعل هذه الخطة والتفكير بزوال تلك الشخصية بموت أو مرض أو تقاعد أو إغراء من شركة أخرى .. أو تغيير في مصير الشخص المدير الذي ركزت عليه الشركة ..
لا بد من وضع الاحتمالات الممكنة بتفاؤل منطقي .. لا تفاجئه الأحداث وتكون الشركة في مأمن من السقوط كلما تنوعت الاستثمارات المالية ..
على الشركة عند وضع استراتيجيتها أن تضع البدائل .. وأن تركز على شخصيات اقتصادية وأيضا على من يقوم بمنافسة منتج الشركة .. وكيفية التعامل مع الأحداث ..
[email protected]
فاكس:6514860
التصنيف: