الأمريكيون يغازلوننا.. هل نتحرك ؟

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني [/COLOR][/ALIGN]

** عار وعيب كبير على العالم كله ، وتحديداً القوى المتنفذة ، والولايات المتحدة على رأس القائمة.. أقول إنه عار كبير على جبين إنسان القرن الواحد والعشرين أن لا يُساهم مساهمة فعالة في حل القضية الفلسطينية ، وهي القضية التي نلخصها أن حفنة من اليهود \”اللصوص\” قد سرقوا فلسطين وهي أرض غيرهم، ثم صاروا يتوسعون ويهددون غيرهم من جيرانها ، بل ويلهبون ظهورهم بالنار والحديد كلما طالبوا بحقهم – حقهم فقط – فيما الدول الكبرى لا تتفرج على هذا العار وحسب ، بل وتدعم اللصوص وتمدهم بأحدث ترسانة الموت ، وكأننا نعيش في غابة كبيرة !!
** قبل أيام كنت أتحدث مع رجل فلبيني غير مسلم في قاعة الانتظار بأحد مستشفيات جدة ، فوجدت أنه يحمل نفس التصور والتوصيف الذي بدأت به هذه السطور، بل وزاد على ذلك بقوله أن ما يجري فوق تراب فلسطين ، هو فضيحة مدتها ستون عاماً من العار فوق جبين من يسمون أنفسهم بالدول المتحضرة في غرب أوروبا وقبلها الولايات المتحدة ، وأنه قد آن الأوان لأن يتم وضع النقاط على الحروف لحل هذه المشكلة ، التي طال زمنها ، وبدأت كما لو أنها عصية على الحل ، بينما الحلول متوفرة ، لكنها المراوغة والمكر وحب التمرغ في وحل الفضيحة !!
** نحن العرب عموماً وأهل فلسطين خصوصاً حاولنا أن نسترد حقوقنا بالقوة ، كما تم انتزاعها بالقوة ، ولكن أحداً لم يمكننا ، ولم يساعدنا في ممارسة حقنا المشروع بسبب غياب الضمير العالمي وضياع أمانة الكلمة وشرف الموقف .. وبدأنا مؤخراً نسلك طريق السلام ، فلم نجد أحداً صادقاً معنا، بعد أن وضعنا البندقية جانباً ، وامتشقنا غصن الزيتون ، حتى أننا اليوم أصبحنا في موقف لا نحسد عليه ، فإن نحن عدنا إلى البندقية قالوا عنا إرهابيون ، وإن نحن لوحنا بحمامة السلام وصفنا بعض قومنا بالانبطاحيين والاستسلاميين والخونة للأرض والقضية.
ِ** اليهود عموماً والصهاينة منهم خصوصاً راهنوا على الولايات المتحدة منذ وقت مبكر ، وعلى قسم من دول أوروبا ، وبفضل دهائهم ومكرهم وعملهم المنظم راحوا يعملون في مواقع حساسة حتى صاروا أغنياء وملاكاً للإعلام ، وعندما أمسكوا بزمام الشركات والمال والإعلام، وضعوا كل ذلك قيداً وسلسلة غليظة حول رقبة كل رئيس غربي وخصوصاً في أمريكا، فلا يمنحونه الأموال والأصوات الانتخابية إلا عندما ينحاز إلى جانبهم حتى العظم وتحول الضمير إلى سلعة في دكاكين اليهود ، ومن خلالها مرروا ظلمهم وحقدهم وهيمنتهم على كل ما تشتهي ظلماً وعدواناً.
** الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما أمامه فرصة عظيمة ، في أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، ويسجل اضطلاعاً بمسؤولية تاريخية مفصلية في حياة العالم خلال المئة سنة الأخيرة، خصوصاً وأنه يقود رياح التغيير الأمريكية والتي إن صدق الأمريكيون فإن أول محك لها هو وضع نهاية للصراع العربي الفلسطيني ، صحيح أن أوباما لا يتصرف من عند نفسه ، ولكنها سياسة أمريكية يحرك أحجار شطرنجها متنفذون خلف الستار، وقد أرادوا هذه المرة أن يعدلوا اتجاه البوصلة قليلاً ، بعد أن وصلت السمعة الأمريكية إلى الحضيض، فكان أول مؤشرات تحريك البوصلة الإتيان بأوباما إلى مقعد الرئاسة في حركة تجميلية لصورتهم التي كانت تتسم بالتمييز العنصري ، داخل مجتمع يظن نفسه الأرقى عالمياً ، ثم أعلنوا إغلاق معتقل جوانتامو ، ثم مغازلة المجتمعات الإسلامية بعبارات ووعود مازالت غير واضحة حتى الآن ، لكنها مؤشرات على \”التغيير\”.
** على العرب أن يستثمروا هذا الغزل الامريكي العجيب ، والفرصة التاريخية التي بدأوا يلوحون بها الآن ، وأن يؤسسوا لمنهج استراتيجي موحد وحكيم ، يقابل الموقف الأمريكي الجديد ، بحيث يمكن الإفادة منه تماماً ، عبر سلسلة من التحركات الواعية ، والتي تسلتزم بالضرورة تبديل بعض محاور سياساتنا التعاملية القديمة ، وليعرف قومنا حقيقة أن الفرصة لا تأتي مرتين ، وأن (أربع سنوات – أوباما) يجب ان تحمل حشداً من الأفكار واختبار النوايا ، التي يمكن من خلالها (حلحلة) المرض المزمن الذي عاث كثيراً في جسد قضية فلسطين ، وعلى الفلسطينيين على وجه الخصوص وهم أكثر العرب دراية بحقيقة الصراع ، أن يضعوا خلافاتهم جانباً أمام هذه الفرصة ، التي إن لم يفيدوا منها بالعقل والدهاء والحنكة ، فإنهم قد لا يجدون في المستقبل سوى المزيد من التيه ؟!!
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *