الأصالة الثقافية للمجتمع السعودي
خالد تاج سلامة
* إن كثيرا من أبنائنا يجدون أنفسهم مقلدين لأوجه الحياة العصرية الغربية خاصة وهذه النزعة المقلدة تكاد أن تكون آلية أو شعورية، لأن التكوين الثقافي لكثير منهم يجعلهم غير قادرين حتى على القيام بمقارنة ثقافية وحضارية ولغوية بين تراثهم العربي الإسلامي.. والتراث الغربي الذين يقلدون مظاهره وأنماطه عن غير بصيرة في كثير من الحالات.
* فنحن نعرف أن أنماط الحياة العصرية الغربية تهاجم وتنقد في عقر دارها خاصة في الحقبات الأخيرة فكثير من التحليلات والدراسات النقدية التي قام بها كتاب ومفكرون وعلماء غربيون لأوجه الحضارة الغربية العصرية ساهمت في إبراز الأخطاء التي تعيشها تلك المجتمعات التي بدأت واضحة وجلية في المناخ الأسري الذي يعد أهم ملامح المجتمع الغربي مما أدى في كثير من الحالات الى مشاكل نفسية وسلوكات اجتماعية للانقسام الحضاري الذي أصبح فعلا أداة انتحار حضاري.
* إن توعية ابنائنا بملف الحضارة الغربية العصرية لهي مساهمة في تقليل حدة دافع التقليد الأعمى فإبراز الظواهر السلبية على المتسوى الفردي والاجتماعي لانماط تلك الحياة واضحة لكل محلل للمشاكل التي يعيشها الغرب ومازال يعيشها.. ومن الغريب ان يتحدث كثير من المثقفين الأوروبيين عن الأزمات التي تمر بها الحضارة الغربية ويستمر في نفس الوقت التقليد غير الواعي لنفس هذه الحضارة من قبل البعض.. رغم أنهم يدركون المساهمات الانسانية والحضارية والثقافية للتراث العربي الاسلامي الذي كان ومازال يعامل الانسان كوحدة لا يمكن تجزئتها الى قسيمات منفصلة.
* إن نظرة الاسلام للانسان نظرة تأخذ بعين الاعتبار كل المظاهر للنفس الانسانية دينا واخلاقا عكس الحضارة الغربية التي اكثرت في تقسيم الانسان ونشاطاته الى وحدات منفصلة مما أدى الى ضياع عنصر المبادئ والقيم الثابتة مما أدى الى وجود تمزقات نفسية لدى الفرد تؤدي احيانا الى انتحارات في مستهل الشباب، عكس ابنائنا الذين ينظرون الى تكوينهم العربي ـ الاسلامي بسهولة وارتياح وشخصية ثابتة راسخة في أعماقهم يعتزون بمكوناتهم الحضارية والثقافية قبل ثقافة الآخرين وحضارتهم.
التصنيف: