الأسرة الكريمة .. وسلمان المجد

• بخيت طالع الزهراني

* في يقيني الجازم أن السعوديين قد حزموا أمرهم منذ القائد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود, رحمه الله، فقد منحوا الأسرة المالكة بيعتهم لأن يكون حكام هذه البلاد من هذه الأسرة الكريمة، ذات التاريخ والمجد والحكمة والتجربة التراكمية الطويلة في شؤون الحكم، وممن كانوا أمناء على العهد، وعند الوعد.
* بلاد قليلة في هذا العالم تشبهنا، لكن مع اختلاف ملحوظ هو لصالحنا بالطبع، أول مكان للاختلاف هو طبيعة جغرافيا بلادنا الواسعة بحجم قارة، وثانيها التنوع الثقافي للسكان واللهجات المحلية والذي استطاعت وحدتنا ان تقلص المسافة بينها ليصبح حديث أحدنا خليطا من الكلمات النجدية والشرقية والحجازية.
* انشغلنا نحن السعوديون بالمهم والاهم وتركنا وراء ظهورنا سفاسف الامور ووضيعها فنجحنا في ان يكون شغلنا الشاغل هو التنمية والتطوير والوحدة والتوحيد، والنظر الى أبعد نقطة في الافق وبدأنا نحلم مع الحالمين في هذا العالم، بدلا من النظر الى أرنبة أنوفنا فكفينا انفسنا شرور التفتيت والتقزم.
* ومن يعرف بلادنا شعباً وقيادة لابد ان تستوقفه كثيراً هذه التجربة الغنية من التلاحم الفريد بين شعب واع وقيادة حكيمة، ونحن قد لا نشعر بقيمة هذا “المكوّن” العظيم لاننا نعيشه لكن من يزورنا أو يرانا أو يعيش معنا، لابد وأن يقيس ذلك بدقة متناهية ثم يتماهى معه انبهاراً ودهشة.
* يوم الجمعة الـ 3 من ربيع الآخرة 1436هـ رحل قائدنا العظيم الملك عبدالله، وتولى الحكم قائدنا العظيم الملك سلمان بن عبدالعزيز وعندما انتقل الملك عبدالله, رحمه الله, الى جوار ربه في الساعات الأولى من يوم الجمعة كان عدد ليس قليلاً من السعوديين قد أووا الى فرشهم يغطون في نوم عميق، ثم صحوا وملك آخر تسلم مقاليد السلطة في سلاسة وهدوء، لا تحدث في بلاد قليلة جداً في هذا العالم.
نعمة عظيمة من نعم الله التي تستحق الشكر، ان منحنا الله – نحن السعوديين هذا الثراء الباذخ في الحكمة والتلاحم والوعي ، وهو ما يجعلنا في حقيقة الامر نفخر بهذا البهاء الجميل الذي يكسونا في هذا البلد المبارك وهو في ذات الوقت مما يضاعف من مسؤوليتنا ويدفعنا إلى زيادة الحرص على بقائه بالعمل على اسبابه عملاً جماعياً واعياً بل ان من واجبنا تلقينه للاجيال القادمة ليكون ذلك ” ثقافة” خاصة تميزنا نحن السعوديين من غيرنا.
* كان الملك عبدالله ,رحمه الله, ملء السمع البصر، وسيظل في قلوبنا ومشاعرنا ذلك الزعيم الخالد، ثم جاء الملك سلمان ليدخل قلوبنا منذ اللحظة الاولى، وليغمرنا بحكمته وكرمه وأبوته الحانية، وبحدبه على الشعب من خلال سيل قراراته ورؤيته للمرحلة الجديدة لبلادنا، فكان “سلمان” الذي نعرفه من قبل ، والذي نعّول عليه بعد الله التحليق بنا في سماء المجد، ومواصلة التنمية بخطوات اكثر ديناميكية.
* ألم أقل لكم انه بيت الحكم العريق، واسرة المجد الكريمة ، التي ارتضاها السعوديون حكاماً منذ الملك المؤسس ثقة منهم بتلك الشجرة المباركة التي ان (خلا منها سيدٌ .. قام سيد) وكذلك (إذا مات منا سيد قام بعده.. نظير له يغني غناه ويخلف)..
ولذلك فقد كان لنا في هذه البلاد المباركة (سلمان بن عبدالعزيز) رجل المرحلة والحكمة، وعنوان البهاء والعزيمة، وصاحب السيرة العطرة، ولذلك فلا غرابة ان تسابقنا – نحن السعوديون – على طبع قبلة البيعة والولاء على جبينه الاشم، وهي كذلك قبلة الحب والأمل.. حفظ الله “سلمان” وأمده بعونه وتوفيقه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *