الأزمة الاقتصادية العالمية وأســـــبابها وكيفية القضاء عليها (8)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سامي زين العابدين حماد[/COLOR][/ALIGN]

ذكرت في الحلقة السابقة أن أهم عنصر من أسباب الأزمة الاقتصادية في العالم هم اليهود، إذ إن أسباب الأزمة الاقتصادية هو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، كما شرحت في المقالة الأولى فكيف الحال بظلم الأنبياء والرسل وظلم الشعوب المستضعفة في الأرض، فالله عز وجل اصطفى من خلقه أنبياءً ورسلاً هم على أعلى درجة من الخلق الرفيع والصفات الحسنة، إذ نجد أن القناة العاشرة فيما يطلق عليها دويلة إسرائيل في الأيام القليلة الفائتة تطاولت على سيدنا عيسى عليه السلام وأمه البتول سيدتنا مريم عليها السلام، كما تطاولوا على سيد الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتاريخهم مليء بالتطاول على الأنبياء والرسل، وهذا ما ينفردون به عن غيرهم من الشعوب وذلك لسوء طبيعة أنفسهم، ولولا سوء أنفسهم لما احتاجوا لهذا العدد الكبير من الأنبياء والمصلحين، وذلك كلما صلحت حالتهم على يد نبي سرعان ماارتدوا على أعقابهم، وزاد عصيانهم وطغيانهم، الأمر الذي جعلهم يحتاجون إلى نبي غيره، وهكذا دواليك.
وكثرة أنبيائهم ليست في صالحهم، ولكنه دليل قوي على انحرافهم وحرصهم على الشر وحبهم له، فهم قتلة الأنبياء وقد تكرر وصفهم بذلك في العهدين القديم والجديد، وكذلك في القرآن الكريم، خاصة في سورة البقرة حيث قال تعالى فيهم: (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (87* وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم بكفرهم فقليلا مايؤمنون). الآيات (87-88) من سورة البقرة.
ونجد في كتبهم المقدسة إضافة إلى ذلك التي حرفوها وكتبوها بأنفسهم بأنهم لفقوا تهما للأنبياء وهم براء منها، ففي سفر التكوين نجد أن النبي إبراهيم عليه السلام أوهم (ايميلك) ملك جرار بأن زوجته سارة هي أخته ولم يكشف أمرها إلا عندما كاد الملك أن يتخذها زوجة له، وقد فعل إبراهيم ذلك خوفا من أن يقتلوه بسبب امرأته، وفي هذا مخالفة لأخلاق الأنبياء، إذ إن إبراهيم عليه السلام كاد أن يفرط في زوجته من أجل إنقاذ نفسه.
وفي كتابهم المقدس في سفر التكوين نجد أن النبي إسحق عليه السلام فعل نفس الشيء، إذ نجده قال أمام ملك الفلسطينيين عن زوجته (رفة) أنها أخته، خوفا من أن يقتلوه.
كما نجد أن يعقوب عليه السلام خدع أباه إسحاق بعد أن شاخ وعمي بأنه -أي يعقوب- الابن الأكبر لعيسى فنال بركة أبيه بدلا من أخيه عيسى، في حين إن إسحاق كان يريد أن يبارك ابنه الأكبر عيسى، وعندما علم إسحاق بحقيقة الأمر قال لابنه عيسى قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك.
ونجد أيضا في كتابهم المقدس سفر التكوين أن النبي داود عليه السلام شاهد امرأة أوريا الحثي وهو أحد جنوده حينما كانت عارية وهي تستحم، فأرسل إليها جنوده فأحضروها، وما كان منه إلا ضاجعها ثم بعد ذلك أمر بإعادتها إلى بيتها، وبعد أيام أرسلت المرأة إلى داود بأنها حامل، وما كان منه إلا أن أمر زوجا أوريا الحثي بالذهاب إلى الحرب وأوصى قائد الجيش بأن يرسله حيث القتال شديد، وأن يرجعوا من ورائه حتى يموت، وفعلا مات في المعركة وتزوج داود امرأته، وكان اسمها بتشابع بنت اليعام، فولدت له أولاد منهم سليمان خليفته.ونجد في كتابهم المقدس في سفر الملوك أن سليمان عليه السلام زعم أن قلبه معلق بآلهة أخرى غير الرب، وإن عدد زوجاته بلغ سبعمائة زوجة، أما سراياه فبلغ عددهم ثلاثمائة سرية، فأزاغت قلبه، ووضع سليمان الشر في عين الرب.ويتبين لنا من النصوص السابقة أن كتب اليهود المقدسة ليست التي أنزلت من الله وإنما هي من وضع أيديهم، فالله عز وجل لم ينزل كلاما كهذا، وإن الله عز وجل قد عصم أنبياءه وإن الله عز وجل لاينزل كلاما بذيئا كهذا.
ومن هنا نرى أن اليهود حتى أنبيائهم لم يتركوهم ووصفوهم بوصف لاينطبق على الأنبياء.فإبراهيم عليه السلام قد وصفه الله تعالى بقوله (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا) (الآية 41 من سورة مريم.ونجد أن الله عز وجل يصف نبيه داود بقوله (اصبر على مايقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) (الآية 17 من سورة ص). وقوله تعالى (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) (الآية 30 من سورة ص).من هنا ندرك كذب ماورد في كتب اليهود التي يطلقون عليها مقدسة حيث وصفه الله سبحانه وتعالى بالإيمان والنبوة والفضل، وهذا ما يثبت أن كتبهم المقدسة ليست من عند الله، ولو كانت من عند الله لتطابقت مع القرآن الكريم الذي هو من عند الله وليس من صنع البشر.
وخلاصة القول أن اليهود قوم لم يسلم منهم أحد، فهم قتلة الأنبياء، وإذا لم يستطيعوا قتل نبي من أنبيائهم اتهموه زورا وبهتانا، وهم الذين وراء ما نشر عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بعض الصحف الغربية، فالتطاول على الأنبياء لايعتبر ظلما فقط في حقهم، وإنما يعتبر جرما وذنبا عظيما على من تجرأ بالتطاول عليهم.
وديننا الحنيف يحتم علينا احترام جميع الأنبياء والرسل، تنفيذا لقوله تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) (الآية 285 من سورة البقرة).ولست أدري كيف لا يغار النصارى على نبيهم عيسى عليه السلام وهم يتطاولون عليه وجميع دول الغرب تؤيدهم تأييدا أعمى ولا تعترض على أي تصرف من تصرفاتهم المشينة.ولكن نحن المسلمون لم ولن نرضى أن يتطاولوا على أي نبي من أنبياء الله وأقول ياسيدي يارسول الله لقد ارتكب اليهود جرما شنيعا، وسوف يعاقبهم بإذنه تعالى عقابا شديدا.وأنا مهما أوتيت من بلاغة وقوة في اللغة وجمال في الأسلوب فإن قلمي وقلبي ولساني عاجزين أن يعطوك قدرك في المدح والثناء، لأن ماأسديته للبشرية من عطاء ورحمة بلغت به أرقى درجات الحضارة والرقي في الدنيا والمغفرة والجنة في الآخرة.ولو استطعت أن أقول شعرا فيك لما كفاني أن أكتب مئات الأبيات في مديحك، ولكن اخترت هذه الأبيات من قول الشاعر في مدحك وهي في نظري قليلة في حقك، وأنت أعلى مما قيل فيك بكثير.
محمد أشرف الأعراب والعجم
محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسط المعروف جامعه
محمد صاحب الإحسان والكرم
محمد نوره الهادي من الظلم
محمد قائم لله ذو همم
محمد خاتم للرسل كلهم

وإلى اللقاء الحلقة القادمة.
فاكس 8266752 (04)

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *