الأزمة الاقتصادية العالمية .. أســـبابها وكيفية القضاء عليها (2)

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سامي زين العابدين حماد[/COLOR][/ALIGN]

ذكرنا في الحلقة الماضية أن سبب الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية هو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وتكلمنا في الحلقة الماضية كيف أن الولايات المتحدة الأمريكية بظلمها لدول أخرى وبتلفيقها لهم التهم الباطلة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر وامتلاك سلاح التدمير الشامل فعاثت في العراق فسادا وتقتيلا وهدما لمبانيه ومساجده ومقاره الحكومية هي وعميلتها إسرائيل الأمر الذي أنزل الله بها عقوبته وهو انهيار اقتصادها الذي يعتبر من أقوى اقتصاديات العالم قوة ومتانة.
وكما أن الأزمة الاقتصادية لم تنفرد بها الولايات المتحدة الأمريكية بل شاركها في ذلك دول الاتحاد الأوربي وبعض دول آسيا، ذلك لأن دول الاتحاد الأوربي أيدت أمريكا في ظلمها وشاركتها الحرب على الدول الإسلامية بل إن ظلم دول أوربا الغربية أفدح من ظلم الولايات المتحدة، وإذا كان ظلم البشر العاديين أدى إلى انهيار اقتصاد الولايات المتحدة فكيف الحال بظلم سيد الأنبياء والمرسلين.
إن بعضا من الصحف الدانماركية وكما هو معروف لدينا وصفت رسول البشرية واتهمته بالإرهاب وأيدتها بعض من الصحف الفرنسية ولم تعترض أي حكومة من حكومات الاتحاد الأوربي على هذه الصحف والمجلات ولم يصدر قانون يعاقب من يشوه سمعة الأنبياء والمرسلين بل إنك في أوربا لو أتيت بإحصائيات تكذب بها إحصائيات اليهود عن محرقتهم إبان الحكم النازي لأصبحت مرتكبا أكبر جريمة في العصر الحديث وتحاكم وتسجن، فهل اليهود أعظم من الرحمة المهداة من الله إلى البشرية؟؟ حاشا وكلا.
إن الإسلام حينما انتشر في رقعة كبيرة من العالم في قارات آسيا وإفريقيا وأوربا استطاع الفرد أن ينال حرية الذات التي تمثلت في حرية الفكر وحرية التنقل وحرية العلم وحرية العمل وحرية العقيدة، وفي ظل التعاليم الإسلامية نجد أنه حصل على المساواة في تلقي العلم والمساواة أمام الشريعة والمساواة أمام القضاء والمساواة في التوظيف العام والمساواة في الخدمة العسكرية والمساواة في الانتفاع بالمرافق العامة، ولهذا فقد رفع الإسلام كرامة الإنسان من حيث هو إنسان، فأعلى القيم البشرية وأعاد للفرد كرامته المسلوبة ونقل الرزق والطيبات، قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (سورة الإسراء: الآية 70).ووضع الأسس التي تكفل التخلص من الرق وأبطل استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، فلا عبودية إلا لله الفرد الصمد (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (سورة المؤمنون: الآية 52).وهدم نظام الطبقات من أساسه، إذ أعلن أن الناس سواسية (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). (الآية 13 من سورة الحجرات).وهذا دليل لايدع ذرة من الشك أن الإسلام هو الذي خلص البشرية من نظام الإقطاع والعبودية وهذا يثبت عظمة هذا الدين وعظمة نبيه الكريم الذي تجنت عليه بعض الصحف الأوربية وظلمته ووصفته بأوصاف لا تليق به ولا بالإسلام، والأمر لا يقف عند هذا الحد بل إن الحضارة التي تعيشها أوربا وأمريكا والبشرية كافة سببها الإسلام، ولولا الإسلام لما استطاعت البشرية أن تصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر.فبعد نزول الإسلام على رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وتبليغه الرسالة الإلهية وانتشار الإسلام قفزت البشرية قفزات هائلة في خلال خمسة عشر قرنا، فقد قفز الإنسان من عصر البخار إلى عصر الكهرباء إلى عصر الذرة والصاروخ والإلكترون والمذياع وسفن الفضاء والأقمار الصناعية، وشبكة المعلومات ومراكزها، في خطى أشبه بالوثبات الجبارة، ويرجع الفضل بعد الله في هذا إلى الإسلام، وذلك كما أسفلت سابقا أن البشرية كانت قبل الإسلام تعيش في ظلم ورق وعبودية وأن النظم الاجتماعية التي كانت سائدة لم تعط الإنسان حريته ولم تفتح له فرص التعلم، وكان نظام الإقطاع والرق هما السائد، وبعد نزول الإسلام والقضاء على هذين النظامين استطاعت البشرية أن تقفز هذه القفزات الجبارة إذ أتاح الإسلام فرص العيش الكريم لجميع شعوب الدولة الإسلامية على مختلف ألوانهم وأجناسهم ودياناتهم، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فقد عاش المسيحيون جنبا إلى جنب مع المسلمين وقد أتيحت لهم الفرص في التعلم إلى أعلى درجات العلم، بل كان الخلفاء يعاملونهم كما يعاملون العلماء المسلمين تماما فنبغ منهم الكثير، وكانوا من أشهر الأطباء في الدولة الإسلامية.
كما تمتع اليهود بمعاملة حسنة قل أن يجدوها في جميع أنحاء العالم، ولقد أقروا هم بأنهم كانوا يعيشون مع المسلمين في جميع أنحاء الدولة الإسلامية بسماحة لا نظير لها، ذلك باعتبارهم أهل ذمة، فقد تمتعوا بحماية لم يجدوها في أوربا المسيحية، وقد اعترف اليهود أنفسهم أنهم عاشوا العهد الذهبي في ظل الحكم الإسلامي حتى بلغوا في مناصب عالية في الدولة وحسب روايات المقريزي في الخطط أن يعقوب بن كلس اليهودي قد بلغ منصب الوزارة في البلاط الفاطمي، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري.
ومن هنا ندرك مدى فضل الإسلام ونبيه الكريم عليكم ياشعوب أوربا وأمريكا ونحن لم ننل منكم سوى الدمار والقتل وسلب أموالنا والاعتداء على دولنا وقتل الأبرياء بدون وجه حق، ألا يعتبر هذا ظلما فادحا للذين أحسنوا إليكم وأوصلوكم لما أنتم فيه الآن، والله أنزل عقابه عليكم في الدنيا والآخرة فهذه مؤسساتكم المالية والصناعية أخذت تنهار الواحدة تلو الأخرى عقابا لكم من رب البشرية فاتعظوا وكفوا عنا أذاكم.
وسوف أتابع بحث الموضوع في الحلقة القادمة إن شاء الله.
فاكس 8266752 (04)

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *