الأرض تدور .. ورأسي يدور

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]

لا أدري كيف يمكن حل هذه المشكلة التي أعاني منها وربما يعانيها العديد من الناس غيري .. فقد استمعت إلى العديد من التحذيرات المشددة عن مضار إشعاعات الأجهزة التقنية الحديثة السالبة على صحة الإنسان وبصره أثناء تعامله اليومي معها والقرب منها ..مثل شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والتي لا غني للإنسان عنها .. ومع كل ذلك فلا مفر من ذلك ، فالإنسان مضطر إلى التعامل مع بعض الأجهزة المنزلية مثل الأفران الكهربائية سواء (الماكر ويف ) أو غيرها إلى جانب الجلوس إلى شاشات الكمبيوتر والتلفاز لساعات وساعات … بل إن بعض البرامج تجبرك على الإنصات (والتسمر) في مقعدك دون حركة للمتابعة .. وفي هذه الأثناء تأتي نشرات الأخبار وما أدراك ما نشرات الأخبار وما فيها من أخبار لهذا العالم العجيب الذي لا يهدأ ولا يقر ..
فمثلاً إذا كنت في إحدى البلدان الأوربية تجد نفسك مضطراً لمشاهدة التلفاز باستمرار لمعرفة الأخبار وأهمها حالة الطقس ونشرة الأحوال الجوية المتكررة بين الحين والآخر ليمكن لك أخذ الاحتياط والتحسب لتقلبات الجو ومن الأمطار وغيرها .. المهم شدني في هذه النشرات وغيرها على وجه العموم أن المذيعات تحديداً والمذيعين إجمالاً لا يلوون أعناقهم عند القراءة أو يحركون رأسهم بتكلف واصطناع مع كل كلمة .. فيستقر حالي ورأسي والحمد لله واستمع وأنا مرتاح نفسياً ورأسياً ..بخلاف ما أشاهده من بعض المذيعات والمذيعين في بعض القنوات العربية العالمية فتراك تذهب برأسك مع حركتها أو حركة رأس المذيع (الصناعية) تلبية للمُخرج أو المسؤول الذي دربهم على أنه لابد من خلق جو لتبادل قراءة الأخبار بين المذيعة و المذيع بهذه الطريقة وأنه قبل أن ينهي المذيع قراءة خبره ،يعطي للمذيعة الدور برأسه (مشيراً لها برأسه) لقراءة الخبر الذي ستقرأه .. وتتلقاه هي الأخرى بالمثل برأسها ( مناطحة أو كرة طائرة) أوكأنه تمثيل في مسرح ..أو كأنهما ينبهان بعضهما بأن ينتبه الآخر ويصحو من غفوته فقد جاء الدور ليقرأ أو تقرأ الخبر التالي .. وهكذا الأمر بينهما حتى تنتهي النشرة ويكون رأسك قد أخذ دورته مع حركات أولئك المذيعين المصطنعة (إلا ما رحم ربي منهم )، ناهيك عما سمعته في النشرة من أخبار العالم المؤلمة التي تجعل ضغطك قد اقترب من مؤشر الجلطة وربما السكتة .. كل ذلك إلى جانب موضوع التعامل مع الضيف الذي يكون بالأستوديو فتراه ( تُلقـى وتُحْدَف) إليه الأسئلة بالرأس واحدة تلو أخرى وأحياناً من فوق عدسات النظارة في حدة وتجهم..
فإلى أولئك المعنيين من أبنائي وبناتي المذيعات أرفقوا بنا ويكفي أن الأرض تدور ..والكون يدور .. فنحن لن نذهب بعيداً عنكم وسنسمع وننصت لما تقولون من أخبار ولكن تخلوا عن حركة الرأس المتكلفة والنظر إلى بعضكما لإعطاء الدور في الحلبة لكل منكما .. واعلموا أن الله تعالى قد خص الإنسان بطباع وطبائع ذاتية جميلة غير مصطنعة مثل إيماءة وحركة رأس المذيعة أو المذيع اللاإرادية والتي تضفي جمالاً على هيئة المذيع وعلى الإخراج معاً وتجعلهم يقرأون النشرة بلا تكلف.. والله المستعان.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *