الأخوان بين الغني والفقر

طلال محمد نور عطار

الغنى والفقر صفتان متناقضتان تماماً فالاولى : تدل على الغنى والجاه والثراء والثانية : تشير الى العدم والفاقة والعوز.
وفي الاثر : كان (طلحة بن عبدالرحمن بن عوف) اجود (قريش) في زمانه فقالت له امرأته يوماً: ما رأيت قوماً اشد لؤماً من أخوانك!
قال : ولم ذلك؟
قالت : أراهم اذا اغتنيت لزموك، واذا افتقرت تركوك!
فقال لها : هذا والله من كرم اخلاقهم ! يأتوننا في حال قدرتنا على اكرامهم .. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم!
علق على هذا الاثر (الماوردي) فقال ” (انظر كيف تأؤل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسناً وظاهر غدرهم وفاء!
واضاف : وهذا والله يدل على ان سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من اسباب دخول الجنة: “ونزغنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين”.
هذا القول المعني يمكن اطلاقه على عامة الناس وخاصتهم هناك اناس سواء من الاقارب او من الاصدقاء او من الزملاء يختلفون كثيراً عن الاخوان والاخوات فهناك من يقترب اليك لغناك! ويبتعد عنك بمجرد فقرك!
واما تعليق (الماوردي) فبعيد عن ما قصده (طلحة بن عوف الذي رد على شماتة زوجته رداً حكيماً بعيداً عن ذم فعل “الاخوان” الذي لا يتفق مع صلة القربة!
فاذا جاءت من غير ذي قربى يهون أمره. اما ان تأتي من القربى لا يليق لصلة القربى.
وما استدل به (الماوردي) لا يمكن ان يأتي في سياق ما ذهب اليه الصحابي الجليل طلحة بن عوف فهي : قد نزلت في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما.
اخرج ابن حاتم بن علي بن الحسين ان هذه الآية نزلت في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما : “ونزغنا ما في صدورهم من غل”.
قيل : غل الجاهلية!
ان بني تميم وبني عدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية عداوة فلما اسلم هؤلاء القوم تحابوا فأخذت ابا بكر الخاصرة فجعل علي يسخف يده، فيكمد بها خاصرة ابي بكر فنزلت هذه الآية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *