الأحلام ليس دوما تسايرها الأقدار

• ابراهيم عسيري

هذا ما تثبته كثيرا من قصص الحياة لهذا الشخص أو ذاك وغالبا ما تكون نهاية هذه القصص (على غير ما يهوى ويحب صاحبها )!! بل قد تصل في أحيان كثيرة إلى حد النقيض فمثلا من كان يحلم بان يكون طبيبا يجد نفس (شريطيا) في (حراج لسيارات) مكان لا تلمح فيه (سماعة للكشف) بل تلمح كثيرا من الوجوه ذات التعابير (المتحايلة) والأصوات (العالية) فتكون الصدمة حينها غير متوقعة لقصة كانت بدايتها (عالما من الطب) وتنتهي الى منحى اخر يدعى (عالم من الصخب المتحايل) !!

وتأتي قصة اخرى تكون بدايتها حلما وطموحا بتحقيق شيئاً ما وتنتهي بخلافه بمجال مختلف عنه ولا يلتقي معه في أية نقطة التقاء وهكذا هي (روية الحياة) تحمل لكل منا دوره على مسرح الحياة ومن خلال قصة خاصة به يحاول المسكين كثيرا مقاومة بعض فصولها الغير مرغوب فيها وتعديلها أو حذفها بالكلية ولكنه يكتشف بانها هي من يعد ويضيف ويحذف !! وبان كل شخص يقطن هذه البسيطة الدنيا ليس إلا ممثل يقدم دوره على مسرح الحياة وبشكل لايخلو من عبارة (محال الخروج عن النص)!!

فالقصة يا سيدي ويا سيدتي قد كتبت ووضع لها (السيناريو والحوار ..وحدد لها مواقع التصوير )وما يحدث ليس إلا اداء حياً مباشر من هذا الممثل أو ذاك قد يكون الممثل أنا ..أنت ..هو..هي ..جميعا مجرد ممثلين نؤدي أدوار كتبها لنا القدر قد يكون بعضها مسايرا لرغباتنا متوافقا مع طموحاتنا فنعتقد باننا وتخطيط منا استطعنا تحقيق نجاح ما في مجال ما رغم أن ذلك لم يكن سوا توافق القدر مع نحلم به ونطمح لتحقيقه في هذه الحياة القصيرة كثيرا لكل منا والتي قال عنها شكبير (الحياة مسرح كبير وكلنا ممثلين)!!

ولانها الحياة المتقلبة فانها تصعب على غير المؤمن ويصعب عليه فهمها وتقبل اقدارها والتعايش معها بعكس المؤمن تراه اكثر استقرار وتفهما لكل ما يحدث معه (اثناء أداء جميع مشاهد قصة حياته التي كتبها له القدر فهو وكما قال عليه الصلاة والسلام ( عجبا لأمر المومن إن أمره كله له خير وليس ذلك لاحد إلآ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكانت خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكانت خيرا له ) .

وبهذا يكون نجم شباك (رواية الحياة هو الايمان بقضاء الله وقدره) وذلك لايكون إلا للمؤمن الذي يهون عليه هذا الايمان بالقدر كثيرا من مصاعب الحياة ومتاعبها ويمنحه الرضا رغم عظم البلاء فنجده يردد ( اللهم لك الحمد يامن لا يحمد على مكروه سواه) لتستمر قصة كل منا في سرد فصولها كما اختارها لنا القدر وليس كما نختارها نحن لأنفسنا !!

اخر كلام :-
نعيش العمر والمكتوب صاير
مقدر قبل ما نخلق قدرنا

رجانا بالزمن بيض البشاير
فرح ون طالت العبره صبرنا

نهونها على كثر الخساير
وندفنا في محانينا قهرنا

نداري كل ما هلت عباير
هموم الوقت لاجرحه كسرنا

 

[email protected]
twitter.com/ib_asyri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *