[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

حينما كنت أحلم مغمض العينين كنت أتسخط على أشواك تؤذيني في هذه الاحلام. فلما استيقظت وتفتحت عينيّ رحت اتحسر على تلك الرؤى بكل ما فيها من آلام.. وعندئذ حاولت أن اغمض اجفاني مرة اخرى وان استعيد الحلم الذاهب مع الكري هناك سمعت هاتفاً من الاعماق هيهات ايها الواهم انه حلم واحد في هذه الحياة.. عبثاً حاولت النسيان وانا استمد زادي كله من ذكرى الحلم.. وانا اكرر نفسي في كل احساس يُعرض أو كل خاطرة تهفو. واهم بالتعبير عن الآتي الجديد فإذا هو التعبير السابق الآتي من الحلم.
لقد حاولت النسيان وانا احلم فأرى.. فأحلم وانا لا ادري ايهما كان الحلم واين كانت الحقيقة. سواء فتحت عيني او اغمضتها فهو حلم واحد مديد يستغرق الصحو والمنام.. وتساءلت: لم لا يعيش الانسان كل لحظة من الحياة بكل ما في قلبه من حياة؟ ولماذا نبعثر اللحظات هنا وهناك بغير حساب. فكم من السنوات ستلمس قدم الانسان هذه الارض الجميلة انها مهما تطل فقصيرة ماضية الى الانتهاء.
لماذا لا يستمتع الانسان بالنظر الى الخيوط الاولى من شعاع الفجر حينما ينبثق ويبدو الكون الغافي كالحلم الوسنان.. وتنطلق الطيور ثملة بالنور تُحيي الصباح وتُخرج من اصواتها الرقيقة لحناً عبقرياً لا تحده الانغام يشيع ويتلاشى في خلقات الكون النشوان.
وحينما تسحب الشمس خيوطها الصفراء الباهتة ايذانا بالرحيل ويتسرب الليل الى الكون الذي اضناه النهار حينما يغفو كل شيء ويلقي بعنانه الى الليل السمح وحينما يضم الليل ابناء هذه الارض.. كالأم الحنون ويتسلل القمر الساحر الى الكون في بطء وهمس وحينما تهب نسمات الليل الرقيقة تحمل في طياتها الامل في كل شيء الامل الحالم الى المجهول الذي لا تقيده حدود الدنيا الضيقة.. وحينما توسوس للقلب الغافي في همس ضحوك..
تعال نعامل الناس كما احب ان يعاملونا. نستقبل الضيوف بالاحضان نفتح ابوابنا للجميع لا نغلقها الا في وجوه اعداء الاسلام.. نفتح عقولنا لكل الآراء ونستفيد من كل تقدم في اي مكان في العالم.. نفتح قلوبنا لكل الدنيا وندعو للحب والمودة والسلام.. لابد لنا ان نتغير فعلا ونعود الى اصولنا في مجتمع الحب ونرفض مجتمع البغضاء.
لابد علينا ان لا نتمسك باخطائنا انما نحاول ان نستفيد منها.. حكومتنا تؤمن بالانفتاح وتحاول ان تزيل كل عقبة في طريق المواطن.. ولا تتردد في ان تغير وتبدل. وبالجهد والصبر والعقل المفتوح والقلب الطيب سوف نحقق لبلادنا الرخاء والمساواة باذن الله.
ايها القلب النائم اصح، فإن الامل يدعوك لتهفو وتحن وان الربيع اعطى سحره لكل شيء في كرم وسخاء وان الكون الفسيح يحلم بالحب والامل والسلام. واتساءل هل هناك من يستغني في هذا الزمان عن راحة البال والضمير والتفاؤل بما يسعد الناس.. هكذا تكون الاحلام وإلا فالنوم جاف.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *