ملاك أحمد

سأتحدث عن الآلة البشرية، التي لا توجد في منزلنا، فهذه نعمة أحمد الله عليها، ولكنها توجد في أكثر البيوت، هذه الآلة ليس لها الحق في أن تتفوه برأي بل عليها أن تأخذ الأوامر والنواهي حتى من الطفل الذي يبلغ العاشرة من العمر، فهو لا يحترمها (ولا يُلام) على قلة أدبه معها، لأنه يجد مَن في المنزل (يتميزون بقلة الأدب معها)، فيقلدهم، هذه الآلة يجب أن تكون لها مميزات، فمثلاً نريدها بأيدٍ أخطبوطية تعمل لهذا وذاك ولا يجب ان تتأخر دقيقة واحدة، فالوقت محسوب عليها والعمل يجب أن ينتهي بالوقت المحدد، ويجب ألا تنسى فلابد أن يتميز عقلها بميزة الكمبيوتر والا فالعقاب يكون شديداً، تعيش ذليلة أكثر من سعيدة، تركت أبناءها وزوجها وجاءت لخدمة البيوت، ولم تجد الراحة وكأنها تركتها معهم أيضاً.. (الآلة التي أتحدث عنها هي الخادمة).
هذه الخادمه التي لا يستطيعون الاستغناء عنها ولكن انظروا كيف يعاملونها إن أخطأت، ينادونها بأبشع الكلمات والألقاب، وإن تمكن الغضب منهم (يرفعون أيديهم) عليها والضرب يأخذ نصيبه منها، ألا تخشون الله فيها، لنتخيل أنها يتيمة تبحث عن مصدر رزقٍ ولم يُكتب رزقها إلا في بيتكم، أهكذا نعامل اليتيم؟ اعتبروها ابنتكم التي لا تعرف شيئاً وكبرت أمام أعينكم.. فهل هكذا تُعامل الابنه؟ ليست هذه أخلاق الإسلام ولا أخلاق النبي عليه السلام فهو كان يرأف بأنس بن مالك (خادم الرسول عليه السلام)، وكان النبي صلى الله علية وسلم (يحب أنساً ويقربه إليه ويمازحه)، ومَن مِن ربات الأسر تجلس وتمازح الخادمة، فالجلوس معها (يفقد ربة الأسرة البرستيج)، وما يجعل قلبي يتفطر عليها أن أرى هذه المسكينة تتحمل أكثر من طاقتها، وإن بكت يُقال إنها (تمثل)، وإن اشتكت هددوها (بالتسفير)، وإن صمتت قالوا: ( انها تسحرنا أو تريد إلقاء الأذى بنا)، اختصر وأقول إن الذي يؤذي خلق الله مصيره يتأذى يوماً بعون الله.
هكذا تُعامل الآلة البشرية في أكثر البيوت، وبالمقابل أجد بيوتاً تعيش فيها هذه الآلة كالأم، تجد الاحترام والتقدير، وحُسن المعاملة، ولها زيادة سنوية تشجيعاً لها بالبقاء، والآخرون يساعدونها في اعطائها إجازة كل سنة لتزور أهلها، ويسهلون عليها الأمور فيرزقهم الله بالأمن والطمأنينة، (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء)، هنيئاً لهذا البيت الملائكي بأخلاقه وصفاته.
لحظه: لنتخيل أنها مريضة أو لا تستطيع العمل، سيتحول المنزل إلى (أنتم تعلمون إلى ماذا سيتحول)، اكتفي (بالضحك) على المنظر الذي ستكونون فيه يا مَن لا ترحمونها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *