[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** كنت أتمنى أن أحضر اللقاء الإعلامي الذي رعاه الأسبوع الماضي في جدة، اللواء فهر البشر مدير عام المرور بالمملكة، لكن ظرفاً عارضاً حال بيني وبين أن أكون مع زملائي الإعلاميين، الذين جلسوا إلى اللواء البشر، وهو يحدثهم عن جانب من هموم وشؤون وشجون المرور في بلادنا.
** والواقع أن لدى أحدنا نحن الإعلاميين حزمة من التساؤلات والمقترحات، يتطلع لأن يبثها إلى المسؤول الأول عن المرور في المملكة في لقاء مباشر، بحيث يمكن من خلال عدة لقاءات على هذا المستوى أن يتم وضع النقاط على الحروف، وإذا كان غياب المعلومة في أحيان كثيرة ، وغياب الحوار المباشر في حالات أخرى، يشكل في واقع الأمر شيئاً من الضبابية التي ربما تجعل الإعلامي مدفوعاً إلى طرح عدة فرضيات لحلول يراها هو أنها الأنسب والأصلح، بينما لو كانت هذه الرؤى بحضور القياديين في حوار مباشر وشفاف، فإنه يمكن لها أن تتبلور بشكل آخر، سيكون أفضل حتماً.
** ولذلك فإنني مع الذين يعولون دائماً على أن من المهم أن يتيح كل قيادي فرصة أن يجلس بين وقت وآخر مع الإعلاميين, في مشروع تحاور حضاري، يسمع فيه كل طرف رؤى الطرف الآخر، لأن مثل هكذا اتجاه ، هو الذي يؤطر القناعات، ويبني المواقف، ويساهم إلى حد كبير في إيصال الرسالة الخدمية إلى الجمهور من خلال الإعلام بشكل واضح وصحيح.
** نحن في المملكة لدينا – دون شك نجاحات كثيرة- على صعيد الخدمة المرورية على المستوى الأفقي والعمودي، وفي أكثر من مشروع.. ولدينا في المقابل عدد من النقاط والمواقف التي نرى – نحن الإعلاميين- أنها ما زالت تمثل ملاحظات على صعيد الخدمة المرورية، ولذلك فإنني أتقدم بمقترح إلى اللواء البشر، بأن يمنح الإعلاميين شيئاً من وقته بين فترة وأخرى، ليكون للحوار وللرأي، والرأي الآخر تفعيل حقيقي، يمكن من خلال جلاء بعض الغموض عن عدد من الملاحظات.
** كما أننا نتطلع كذلك إلى أن يمتد هذا الاقتراح ليشمل مديري المرور في المدن والمحافظات، وليكن لقاءً كل شهرين أو ثلاثة، يتم من خلاله بسط القضايا المرورية على مائدة الحوار، فبالحوار – والحوار وحده – يمكن أن نحقق الكثير من التفاعل لعدد من القضايا التي تحتاج إلى أن يتم تسليط الضوء حولها.
** وأظن أن من ضمن ما يمكن أن يتم التحاور حوله- كقضايا عاجلة – البحث في أسباب عدم وصول النضج المروري إذا صحت العبارة عند عدد كبير من قائدي المركبات.
أما ما يمكن أن نقول عنه (السلوك الصحيح للتعامل مع القيادة والطريق) حيث أن الملاحظ أننا متأخرون في هذه الناحية، قياساً حتى بعدد من الدول المحيطة بنا – في الخليج مثلاً- حيث نلاحظ في كل لحظة فداحة الأخطاء التي يمارسها قائدو المركبات في الشوارع من توقف خاطئ, وعدم التجاوز الصحيح, وإغلاق المسار الأيمن الخاص بالانعطاف يميناً، والجهل بأولوية الدخول للميادين، والدخول العشوائي المفاجئ من الشارع الجانبي إلى الرئيسي، وقطع الإشارة إلى آخر هذه السلوكيات الخاطئة.
** وأظن أن للمرور دور رئيسي فيما يمكن أن نقول عنه إنه (بناء ثقافة مرورية ناضجة) ضمن مشروع استراتيجي وطني ضخم، يمكن له في نهاية المطاف أن يحول عدداً كبيراً من السلوكيات المعوجة إلى أخرى مستقيمة، تتفق وطموحاتنا ، وتتفق وما وصلنا إليه كمجتمع من تراكم حضاري، ومعرفي وتعليمي وثقافي.
** كما أننا بحاجة إلى أن نعرف المسببات التي تحول بين تعاون فعال كنا نتمنى أن يتبلور بشكل أكثر فعالية، بين البلديات والأمانات من ناحية وبين إدارات المرور من الناحية الأخرى، حيث الملاحظ الآن أن ثمة شوارع كثيرة في مدننا ما زالت حافلة بأخطاء في التصميم، وهذه الأخطاء ساهمت إلى حد غير قليل في زيادة التضخم المروري، والتكدس ونعتقد أن الوقت قد حان لأن تتلاقى رؤى البلديات مع المرور في بوتقة واحدة لحل هذه الإشكالية.
** وبقيت نقطة أخيرة أظن أنها مهمة كذلك وهي أننا بحاجة ماسة إلى العبور بشكل أسرع وأكبر إلى عالم التقنية في مجال الخدمات المرورية الميدانية في الشارع، والمكتبية في الإدارات، وهذه مما أتوقع أنها تشكل هاجساً يشغل بال اللواء البشر، أعانه الله.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *