شاب يعمل في وظيفة محترمة جدًا, والجميع تقريبًا ممن في مثل عمره يحلم بمركزه الوظيفي. حيث كان يعمل كرئيس شركة استثمارات في مدينة نيويورك, لكنه قرر في يوم وليلة ترك وظيفته وقام بفتح موقع على الإنترنت فاتهمه الناس بالجنون وضحكوا عليه. بدأ من كراج بيته يجمع فيه الكتب ليبيعها عن طريق ذلك الموقع، ليصبح بعد ذلك أكبر موقع تجاري في العالم مع دخل سنوي يفوق الـ 8 مليارات دولار، كانت البداية في البحث في إيميل الشركة والدراسة عن الطلبات التي تُجرى عن طريق الإنترنت, لم يجد أي طلب للكتب لأنه كان من الصعب جدًا إرسالها عن طريق البريد الإلكتروني.
ولهذا قرر بيع المنتجات عن طريق الإنترنت. القرار الذي أسماه مديره المباشر آنذاك, قرارًا غبيًا. في اليوم التالي ذهب إلى الشركة الكبيرة الأمريكية لبيع الكتب في لوس أنجلوس لفهم الصناعة أكثر ثم بعد ذلك عاد إلى نيويورك, حيث حصل من أهله وأهل زوجته على مبلغ قدره 300.000 دولار.
واختار اسم ” أمازون” واختار هذا الاسم عن طريق البحث في موقع ياهو وكان هذا الاسم أول ما ظهر له في نتائج البحث, وهو اسم لنهر قوي في أمريكا الجنوبية. بدأ فورًا العمل من كراج بيته الجديد الذي يتكون من غرفتين فقط, ثم كتب الرموز للموقع التجريبي وطلب من 300 شخص من عائلته تجريب الموقع.
بدأ الإعلان عن الموقع في 16 تموز 1995 وقال لأصدقائه بأن يشهروه ولم يصرف أي شيء على الإعلانات وفعلاً أصبح يبيع كتبًا في 50 دولة وأكثر من 45 بلدة أخرى في أول 30 يوم. وخلال شهرين فقط حققت الشركة إيرادات بلغت 20.000 دولار في الأسبوع، مما أهله بسرعة على أن يكون على طريق المليونيرات.
أمازون اليوم لديه أكثر من 12.000 موظف وبلغت إيراداته أكثر من 8,8 مليار دولار ، وأصبح الآن أكبر مكتبة على الأرض وأكبر سوق متنوع، وهو ماضٍ بقوة لتحقيق هدفه الأكبر وهو جعل بضائع العالم بين يديك من خلال موقع واحد, ولكن بالنسبة لنا في الحقيقة هو وصول الكتب والمراجع بسرعة وبأسعار مناسبة, وأبيح لكم بسرّ لا تطلبوا كتب تجليد فخم استعيضوا بالتجليد الورقي, وأيضًا سرّ آخر اطلبوا الكتاب المستخدم ولكن بحالة جيدة فهناك عدة تصنيفات: كتاب جديد وكتاب بحالة جيدة جدًا أو بحالة جيدة أو بحالة مستخدم بشدة والفرق بالسعر قد يكون أقل من ربع سعر الكتاب الجديد وأكثر. ويصل الكتاب بحالة جيدة اللهم إلا بعض الملاحظات على الهوامش التي تكون ظريفة ومفيدة في بعض الأحيان بل بالنسبة لي في أغلبها.
لو استمع هذا الشاب لرأي مديره لأصابه الإحباط ولما حقق ما حققه الآن, ولأصاب مشروعه الذي حلم به ما أصاب الضفدع في هذه القصة المعبرة , فقد كانت مجموعة من الضفادع تعبر الطريق وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميقة. تجمعت مجموعة من الضفادع حول البئر, ولما شاهدت مدى عمقها صاحت الضفادع بالضفدعتين اللتين في الأسفل أنهما سيموتان ولا مجال للمحاولة.. تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات وحاولتا الخروج من تلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة واستمرت الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة.
..أخيرًا انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان تقوله الضفادع, واعتراها اليأس؛ فسقطت إلى أسفل البئر ميتة. أما الضفدعة الأخرى فقد دأبت على القفز بكل قوتها ومرة أخرى صاحت الضفادع بها طالبةً منها أن تضع حدًا للألم وتستسلم للموت؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حتى وصلت إلى الحافة وقفزت للخارج عند ذلك سألتها الضفادع: ألم تسمعي صراخنا ؟!
شرحت لهن الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي, لذلك كانت تظن وهي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت لذلك إذا أردت النجاح فنصيحتي أن تصاب بالصمم الجزئي أحيانًا وتستمع لداخلك, وما يمليه عليك ضميرك, ولا ترضِ سوى خالقك, واستمر في مشاريعك, وحقق أحلامك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *