استغلال المهنة ليس بعيداً عن الإعلام
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علاونة[/COLOR][/ALIGN]
ما يزال الجدل مستمراً حول ما إذا كان بإمكان الإعلامي أن ينشر ما يعرفه تماما حتى لو كان ذلك في سياق تسريب أنباء المقصود منها المنفعة لمن سربها وإحداث الضرر بالغير، أو أنه يلتزم الصمت ولو على حساب المهنة خوفاً من استغلال موقعه والمؤسسة التي يعمل فيها.هنالك من يرى ضرورة كشف المعلومات على حساسيتها التي غالباً ما تأخذ تداعياتها فيما بعد البعد الشخصي حتى لو كان بدون قصد، في المقابل يرى آخرون أن الرقابة الذاتية لكل من يعمل في هذه المهنة لا بد أن تكون مستيقظة على الدوام خوفاً من سهو هنا أو خطأ هناك.ولحسم ذلك الجدل ترى فئة غير منحازة أن الالتزام بالمعايير المهنية في تناول المواضيع الصحفية يحسم الأمر، على سبيل المثال وليس الحصر أهمية الأخذ بالرأي الآخر وعدم الاعتماد على مصدر واحد، غير ذلك استكمال محاور القصة على أكمل وجه من معلومات إضافية وأرقام إحصائية، وإلا ستبقى المسألة منقوصة وستقرأ على أنها شخصية والقصد منها الاستغلال.
لا يخفى أن المعايير السابقة أصبحت قواعد أساسية في الصحف الأجنبية، بينما تفتقد لها كثير من الوسائل كمؤسسات وإعلاميين وأفراد في بلادنا، لأسباب يطول شرحها، لكن أهمها التطفل على المهنة دون اجتياز الوقت الكافي من التدريب والممارسة وعدم تفعيل المعايير المطلوبة رغم أنها معروفة لدى بعض المؤسسات.
التسارع غير المسبوق في انتشار المواقع الالكترونية بجانب مواقع التواصل الاجتماعية «فيسبوك، تويتر، يوتيوب»، أدخل الصحف اليومية في حيرة من أمرها، إذ أن عدداً ليس بقليل من تلك المواقع تنشر ما لا يقرأ أو لم يحدث، وأحيانا قصصاً غير مكتملة ولا تمت للمعايير المهنية بصلة، فتجد الصحف نفسها «غايبة طوشة»، وتضطر في النهاية إلى الاستسلام ونشر ما تداولته تلك الوسائل، في قفزة غريبة من نوعها تمزج بين الصحافة الورقية والإعلام الإلكتروني، مع أنه بالأصل لا بد أن يكون هنالك مرحلة متوسطة تجمع بين الفئتين.
التصنيف: