ارحموا أطفالنا ياوزارة التربية

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مشعل الحارثي[/COLOR][/ALIGN]

في الوقت الذي شارفت الحقيبة المدرسية وما تنوء به من أحمال وأثقال أن تصبح في كثير من الدول المتقدمة من تراث التعليم القديم بعد اعتمادها على التعليم الالكتروني وفتح مجالات أوسع لتعامل الطلاب مع تكنولوجيا ومصادر التعلم المتنوعة وبرغم تحذيرات الباحثين والدارسين والأطباء المستمرة من المخاطر والإصابات والأمراض والتشوهات التي يمكن أن تسببها الحقيبة المدرسية الثقيلة وخاصة على الأطفال الصغار في صفوفهم الأولى ومع ذلك فأنا لا اعلم حتى الآن السر وراء إصرار القائمين على شؤون التربية والتعليم في بلادنا على تحميل أبنائنا ما لايطيقون من أكوام الكتب التي وصلت هذا العام لبعض صفوف المرحلة الابتدائية إلى (17) كتاباً، وإذا ما تجاوزنا النظر في محتواها وتكلفتها الاقتصادية في كل عام فإن الاسواء تلك التعليمات والإرشادات التي تغلف بها وزارة التربية مقرراتها والتي تطالب المدارس باتخاذ التدابير لكي لا يزيد وزن الحقيبة عن (5) كلجم لطالب عمره (16) عاماً أي في المرحلة الثانوية فكيف بأطفالنا في صفوفهم الأولية، ومن ثم توجت تلك التعليمات بصورة بائسة لذلك الطالب المنهك من حمل ما لايطيق وكأنما هو إقرار ضمني منها بما ينتظر الطلاب من مصير جراء تلك الأحمال الثقال.
أقول ذلك وقد طبقت بعض المدارس ومنذ عدة سنوات في جدة وأبها مشروعاً رائعاً عالج هذه المشكلة وبطريقة عملية فيما عرف بمشروع (مدرسة بلا حقيبة ) والذي يقوم على الاستغناء عن الحقيبة المدرسية والكتب التي يحتفظ بها الطالب في منزله مقابل مائة ريال تدفع للطالب وتقوم المدرسة من جانبها بتوفير ملف خاص لكل طالب وتصوير أوراق عمل لكل مادة وإعداد خزائن خاصة بكل طالب في الفصول يحفظ فيه نسخة مصورة من كتبه وأوراق العمل اليومية التي يأخذها معه ويطابق مسائلها وواجباتها على الكتب الموجودة بمنزله ويطلع عليها ويوقعها ولي أمره ولكم أن تتخيلوا أن وزن هذا الملف بأوراق العمل لا يزيد عن (500) غرام بأية حال من الأحوال ولا اعلم مسؤولية التقصير في سبر أغوار الميدان التربوي ومعرفة ما يدور به من أمثال هذه المشاريع والتجارب المفيدة وذات الأثر الايجابي على الناشئة وتحديداً طلاب الصفوف الأولى وبالتالي دراستها بعمق وروية ومن ثم تبنيها وإقرارها وتعميمها على جميع المدارس.
ولا خلاف على تلك الخطوات الواسعة في التدرج نحو الكمال التعليمي وما تبذله الحكومة الرشيدة من جهود متواصلة وإغداق للمبالغ الطائلة لتعزيز مركز التعليم والرقي به إلا إن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً إلى متى يظل الأبناء هم الضحية ومعملاً دائماً للتجارب والمشاريع التعليمية التي لم تستقر وتتوقف حتى لالتقاط الأنفاس.
وهذا علمي والسلام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *