ارتداء شعوب العالم ما يناسبها

طلال محمد نور عطار

تعد تجربة ارتداء شعوب العالم ما يناسب تقاليدها كلباس الحجاب – اياً كان نوعه او لونه او شكله – من الحريات التي نصت عليها مواثيق حقوق الانسان في العالم، منها الاعلان العالمي لانها تعد جزءا لا يتجزأ من شخصيته وحياته الخاصة، وهي تدخل من ضمن لباس شعوب وامم العالم التي لا يمكن فصلها او التحكم في الغائها، استبدالها او تغيير هذا واشهد ان الجالية العربية ويأتي في مقدمتها الجالية الفلسطينية المقيمة اقامة دائمة في البلدان الاسكندنافية وعلى وجه الخصوص الدانمارك وبعض الاقليات الاسلامية من جنسيات مختلفة من بلدان العالم الاسلامي بوجه عام استطاعوا عبر وسائل الاعلام المختلفة وقوى المجتمع المدني الدانماركي ولاسيما من اعتنقوا الديانة الاسلامية عن قناعة ان يواجه قوى المعارضة في البرلمان الدانماركي وفي خارجه وبعض الكتاب ومن الاعلاميين الذين انساقوا وراء حملات الاحرار محدودي الثقافة!
ومن العاملات الموظفات في التلفزيون الدانماركي الفلسطينية المذيعة (اسماء عبدالحميد) مقدمة برنامج (آدم واسماء) تعد اول امرأة محجبة في التلفزيون الدانماركي تشغل مقعداً في برلمان دولة اسكندنافية ردت على من تهاجمها بارتداء (الحجاب) أليس المهم ما نضعه على رأسنا بل ما نحمله داخلنا!
واضافت: انني حرة حين اضع هذه القطعة من القماش على رأسي!
انه خيار صائب بالنسبة لي!
ا(نقلاً عن مؤلفنا: الدانمارك قديماً وحديثاً، ص139 الدانمارك اعلامياً).
المدهش حقاً عدم تدخل حكومات الانظمة العربية والاسلامية او هيئاتها المحلية او منظماتها الاقليمية كرابطة العالم الاسلامي او منظمة المؤتمر (التعاون) الاسلامي في الدفاع عن لباس شعوبها لا من قريب ولا من بعيد!
لاذت – بكل اسف – بالصمت المدقع فيحين سرعان ما تتدخل في مسائل تمس سياساتها الخاطئة هنا.. وهناك!
فلو مارست بعض من وسائل (الضغط) المتاحة من ايديها (في متناول ايديها) مع الحكومة الفرنسية خاصة ان هناك علاقات سياسية واقتصادية وثقافية ضخمة كوجود (المعهد الثقافي العربي) في باريس الذي يستطيع خلق (وعي جماهيري) في وسائل اعلامية وثقافية عديدة متوفرة هناك لرضخ التيار المناوئ الذي فرض (الغرامات) على النساء الفرنسيات او الغربيات او نساء الاقليات المسلمات او سواهن من الجنسيات المقيمة اقامة دائمة في فرنسا لان ضغط (الحكومات) له وزنه ومكانه لدى اي معارضة في العالم!
هناك اثرياء وشركات ومصانع ترتبط بمصالح تجارية ومالية يصعب ادخالها حلبة (المقاطعة) الاقتصادية التي تؤدي الى وقف هدير مصانعها!
تبرع المليونير الجزائري (رشيد نكاز) في غير محله، فهو (وقتي) ويدل على ان (العرب) لا يحسنون لعبة القطة أو الفأر! اذ مازالوا يجهلون ان استخدام (المال) مسألة تتعلق بحق شعوب العالم ان ترتدي ما يساير تقاليدها الاجتماعية وعاداتها.
عار في جبين الحكومات العربية والاسلامية التي لم تتدخل في الغاء هذه الغرامات!
وعار على المليونير (الجزائري) الذي لم يوظف (تبرعه) في خلق لوبي فرنسي عربي او ممن دخلوا الى الاسلام طواعية – زرافات – وواحداناً – الغاء الغرامات المفروضة – ظلماً وزوراً وبهتاناً – على المتحجبات من المسلمات أخذا في الحسبان ان (المليون) سينفذ يوماً ما!
فمن أين يأتي بالمليون (يورو) الآخر!
وعار على جبين من يعلي من تبرع هدفه غسل اموال المليونير هل تتدخل حكومات البلدان العربية والاسلامية فوراً بتسليم (مذكرات) احتجاج مرفقاً بها تعريف موجز بحجاب المرأة المسلمة في الاسلام لكل رئيس بعثة (سفير) في عواصمها او في عواصم الدول الغربية التي تجهل ما يعنيه حجاب المرأة المسلمة للحد من الحملات غير مبررة من قبل المناوئين له باسلوب في غاية السخف وعدم التزام حريات شعوب العالم العربي والاسلامي في لباس (ارتداء) ما يناسب تقاليدها العربية الاصيلة: لباس الحجاب!
مع ضرورة التدخل بقوة لالغاء (الغرامات) المفروضة على المرأة المسلمة في جمهورية فرنسا بلد الثقافة والحريات والقانون والموسيقى والفن واحترام حقوق الإنسان!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *