[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

هذا عنوان مادة مهمة درس في علوم الإدارة (Culture Differences) ولا تعني مفهوم الثقافة التي يتداولها المجتمع والتي قد تجعلك تطلق لقب مثقف على شخص واسع الاطلاع، لأنها تعني الموروث الثقافي الذي يكتسبه الفرد من عادات وطباع المجتمع بصرف النظر عن اتفاقك أو اختلافك معها.عندما لا يعي الإنسان أهمية التعرف مسبقاً على ثقافات الشعوب التي سيزورها أو الموظفين الذين سيعمل معهم أو يرأسهم سوف يكون عرضةً لبعض الاحداث التي تكون بسبب تصرف لا تقصد به الاساءة ولكنه قد يحمل أبشع الإساءة ويعتبر اعتداءً دون علم الفاعل ولهذا قد تكون ردة فعل الطرف الآخر مفاجئة وقد تصل للعنف ويكون السبب الجهل باختلاف ثقافة الشعب الذي تزوره أو تتعامل مع فرد من أفراده ولا يحترم القانون الطرف المعتدي.
اختلاف الثقافات قد تجده داخل الدولة الواحدة، فما يعتبره أهل منطقة من العبارات ولغة الجسد حسناً قد يفسر لدى جانب آخر بشكل سيء، وقد يضحك شخص من لهجة شخص آخر من نفس الدولة ولكن من ثقافة مختلفة ولا يعي أن الآخر لديه نفس النظرة للهجته ولكن الفرق يكون بين من يحترم ثقافة الآخر لكي يُحترم ومن يستهزئ بها لمجرد أنها لا تتوافق مع طباع مجتمعه يعتبر من الجاهلين وسوف يواجه مختلف علامات عدم الرضى بسبب سلوكه الذي يعكس حقيقته مهما كان وضعه الاجتماعي.
أعتقد أننا في المجتمعات الخليجية عموماً (إلا من رحم ربي) نحتاج جرعات مكثفة من هذه المادة الدراسية المهمة وبأشكال مختلفة في جميع مراحل التعليم والملتقيات الأدبية لأن هنالك من يعتبرهم المجتمع مثقفين إما لحملهم شهادات عليا أو لبروزهم الاجتماعي وتجدهم في الحقيقة يجهلون اختلاف ثقافات الشعوب بشكل كبير إن لم يكن جذرياً ولكنه لا يعي الكثير من تصرفاته القبيحة تجاه الآخرين وبالذات من يعملون لديه أو مضطرون إليه.
القرآن الحكيم وضح أن البشرية شعوباً وقبائل لكي يتعارفوا، ولكي تتعرف على شعب أو قبيلة لابد أن تعرف ثقافتها قبل استقبالها أو الذهاب إليها بما في ذلك مقابلة فرد واحد من هذا الشعب أو تلك القبيلة، والعلم الحديث يشدد على احترام اختلاف ثقافة الشعوب ويعتبر عدم الاكتراث بها من أبرز علامات التأخر العلمي والثقافي.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *