[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** قبل أيام نجحت شرطة جدة في ضبط مختطفي سيدة فلبينية، بعد حوالي ثلاثة أيام من الحادث، عندما نصبت الشرطة نقاط تفتيش تولت البحث عن سيارة المجرمين الثلاثة الذين فروا بضحيتهم إلى ارض فضاء، ومارسوا معها المنكر، هم – وثلاثة آخرون دعوهم إلى منكرهم.
** الشرطة وضعت رسومات تقريبية لوجوه الجناة، بناء على معلومات كانت في الواقع – شحيحة جدا – قدمتها الضحية، لكن أفراد البحث الجنائي وظفوها بمهارة، فمن نقطة دقيقة، وخيط رفيع، هو أن السيدة أشارت إلى أن المغتصبين كانوا يكررون اسم \”ماجد\” على ألسنتهم كثيرا.
** ولك أن تتأمل هذه المعلومة الهزيلة، والتي لا تساوي شيئا عندي وعندك، لكنها كانت بداية الخيط لرجال الشرطة لأن يبنوا عليها خطتهم للامساك بتلابيب المجرمين، من خلال متابعة أصحاب السوابق ممن يحملون هذا الاسم، وبعد نشر المصادر السرية، داخل أحياء شرق الخط السريع كثيفة السكان، تم رصد الأشخاص الذين يحملون ذلك الاسم من أصحاب السلوك غير السوي.
** هذه الواقعة كأني بها مادة تصلح لفيلم سينمائي من ماركة الأفلام البوليسية.. وأظنها – وهذا هو المهم – رسالة لكل مجرم، أن يعرف أن يد العدالة لابد أن تصل إلى تلابيبه، وان أحداً لن يفلت من العدالة بعد جريمته، حتى ولو ظن انه يمارس فيها أعلى درجات الذكاء، والتخفي أو محو آثار جريمته.
** وهنا سؤال طرحته الأخت الكاتبة \” مها فهد الحجيلان \” في \”الوطن\” عن الرقيب الداخلي، وعن دور الإسلام في تهذيب الأخلاق، وإن وجودها في سلوك بعض الناس هو وجود شكلي فقط، فالتعليمات الدينية المكررة في مدارسنا وبيوتنا فقدت فيما يبدو قيمتها التأثيرية، ربما بسبب الإفراط الزائد في تلقينها وتكرارها، وتواصل الحجيلان – القول : (ونتمنى أن يتبنى مجلس الشورى تشريعًا قانونيا بتخصيص وحدة في الأمن العام ) وتقول (أما ترك الأمر إلى ضمير الناس وأخلاقهم فهذا نوع من عدم الاكتراث ).
** الكاتب الأخ الأستاذ \”محمد صادق دياب \” يقول في \”الشرق الأوسط\”.. ( الجرائم المتصلة بانتهاك الأعراض تحتاج إلى أحكام رادعة حاسمة، فلهذه الجرائم جروحها النفسية ).. ويقول (نحن في حاجة إلى دراسات علمية تخصصية للتعرف على دوافع الجريمة ومكامن الخلل التربوي لدى مرتكبيها، وإن كنت أرى أن منظومة من العقوبات المعلنة يمكن أن تشكل رادعا لشريحة من الناس).
** الذي أود أن أصل إليه من مقالي هذا، انه يجب أن يعرف الناس، أن وسائل الشرطة في الوصول إلى المجرمين ليست \” مكانك سر \”.. بل إنها تتطور مع تطور الحياة، وكلما زادت حيل والأعيب المجرمين، زادت معها شطارة وقدرات الشرطة في تناسب طردي، ولذلك فان المجرم – حتما – لابد أن يسقط أمام العدالة، وأمام هيبة الأمن والقانون.. هذه حقيقة لا جدال فيها.
** الشرطة البريطانية مثلا بدأت في استخدام خرائط إلكترونية ثلاثية الأبعاد لاقتفاء أثر المجرمين والخارجين على العدالة، عوضا عن الخرائط التقليدية. ومن خلالها وصلوا إلى قضية المغتصب أنتوني إيميلا التي هزت الشارع البريطاني.
** ومؤخرا أعلن باحثون لأول مرة أن تحليل شعرة واحدة يمكن من خلالها أن يحددوا المكان الذي كان يعيش فيه صاحب هذه الشعرة، وهو ما يوفر أداة جديدة للمحققين الذين يريدون التعرف على جثة أو تعقب الجناة، ويأمل العلماء قريباً في وضع خرائط جغرافية تحدد أماكن الأفراد عن طريق شعر رؤوسهم.
** الخبراء يؤكدون انه المجرم مهما بلغ إحكامه العقلي للجريمة، يدفعه العامل النفسي إلى ترك خيط يقود إليه، أنا شخصيا أفسر ذلك بأن ( المظلوم / الضحية ) منصور بعدالة السماء.
** أتمنى على الشرطة أن تنفتح على المجتمع، وان تقدم له رسالة \” أن الجريمة دائما تحت السيطرة \”.. فربما كان هذا المشروع التوعوي، خطوة إضافية نحو جهود تقليل مستوى الجريمة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *