احترام الرأي والرأي الآخر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي حسن السعدني[/COLOR][/ALIGN]

قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)؛ وقال (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل)؛ وقال (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
لابد من الاعتراف أولاً أننا كشرقيين، بغض النظر عن الدين والعرق والقومية واللغة وحتى نوعية الحكم والاقتصاد والاجتماع، نملك خاصية مشتركة تتمثل في صعوبة تقبل النقد أو الرأي المخالف أو المعاكس لرأينا إن احتقار الرأي الآخر أو رفضه يؤدي للتوتر والعصبية وفشل العلاقات بين البشر, بل وقد يصل الامر بين الطرفين لتصرفات غير قانونية وغير لائقة تؤدي لمشاكل يصعب حلها.
إن الرأي هو اعتقاد أو استنتاج يتمسك به الفرد في أي مناقشة كدليل. وكما نعرف ان الأدلة أو الاستنتاج أو الاعتقاد أشياء قابلة للجدال وطبعا كما نعرف إنه حتى بوجود حجة جيدة يمكن رؤية الحقيقة وكأنها شيء من الخيال. ومع ذلك كثير من الأشخاص تعتبر رأيها حقيقة مؤكدة لا تقبل النقاش. يعود الأمر عليك أن تفرق بين الرأي والحقيقة في كل الحالات عليك أن تظهر الاحترام وتعتبر انك مكان هذا الشخص ولديك علمه وخبرته وهناك احتمال أن يكون رأيك مثل رأيه تماما. احترم الشخص الذي عبر عن رأيه لأنه استخدم حقه في مشاركة الآخرين برأيه وكان إيجابيا. لا تقل لشخص يعبر عن رأيه إنه مخطىء لأن أي خطأ في الحوار قابل للأخذ والرد أما الهجوم غير مقبول. إن المواجهة بكلمة إن رأيك خطأ تعتبر نهاية علاقه سوية بين الأطراف. بمجرد أن تعرف ان هناك شخصا عبر عن رأيه عليك باختيار أحد الأساليب الآتية:
إن المعارضة للرأي دائما ما تؤدي بالتأكيد إلى فقدان المودة مع من تعارضه في الرأي. معارضتك ستتسبب في رد فعل عصبي دفاعا عن الرأي. هذا الأسلوب يجعل الطرف الآخر غير مستعد للتفاهم أو التنازل ولو عن جزء من رأيه لتتقابلا في منطقة وسط ترضي الطرفين. الأفضل أن تسأل نفسك هل من الضروري أن أعبر عن اعتراضي للرأي الآخر؟ ما الذي أتوقع تحقيقه من هذه المعارضة؟ إذا شعرت إنه من الواجب أن تعارض لسبب جوهري وليس لمجرد المخالفة, إبدأ بطرح أسئلة عن لماذا يشعر هذا الشخص بهذا الشعور تجاه هذا الموقف؟ ولماذا كون هذا الرأي؟ وما هي الحقائق التي تدعم هذا الرأي؟ اسأل هذه الأسئلة من باب حب الاستطلاع دون تحدٍ، وتقبل الإجابة بعقل متفتح يقبل الإجابة الصحيحة الصادقة منه دون تحفز للهجوم على الطرف الآخر من ناحيتك. بمجرد أن سمعت واقتنعت يمكنك أنت أيضا أن تكون رأيك وتختار بين الموافقة أومجرد الصمت دون أن تضطر للرفض. الحقيقة هي أن معظم الأشخاص قد يكون لديهم رأي مختلف ولكنهم يتعاملون ويتعايشون بتناغم مع الآخرين دون صراع. إن رفض الرأي الآخر هو الذي يسبب المشاكل والسلوك العدواني. يجب أن نتعلم الاختلاف بأدب دون إساءة لأحد لمجرد أنك اختلفت معه في الرأي. العناد والتعنت في التمسك برأيك وكأنك أنت الوحيد الذي لا يخطئ وأن رأيك دائما هوالصحيح, هو الذي يوسع المشاكل. تعامل مع أي رأي بعقل منفتح واستمع بتركيز لأسباب الطرف الآخر, هو أيضا له كل الحق أن يكون له وجهة نظر وأن يعبر عنها. ادرس رأيك جيدا هل هو الصحيح إذا كان كذلك بالنسبة لك احترم الطرف الآخر فهو أيضا يعتبر نفسه هو الأصح. إنك يمكن أن تعيش وتتفاهم بمودة مع الآخرين مهما اختلفت الآراء. إن الله خلقنا مختلفين لنتعارف ولا نتشاجر. إن النقد الدائم للآخرين والاستخفاف برأيهم ليست من الشجاعة أودليل قوة في شيء بل العكس هو الصحيح .الصوت العالي يعتبر محاولة لإخفاء الضعف وقله الحجة. احترم رأي الآخرين ليحترموا رأيك وتسود المودة بين الناس.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *