اجعلوا حكمكم فيهم رسالة عدل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ابراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

ان الشموع تضاء وتطفأ ولكن شمعة الحياة إذا اطفئت هل احد منا يستطيع إعادة الضوء لها؟ .
لهذا فإن محاكمة الفئة الضالة شرعاً لا توجب شفقة عليهم وقد كانوا كالآلة الصماء في يد من تؤثر أفكارهم واقوالهم عليهم .
ومن واجب الذمة إيضاح الحقيقة في هذه المحاكمة وهؤلاء المتهمون لا يمكنهم ان يأتوا بما ينفي التهمة مطلقاً . . ومع ذلك يا أصحاب الفضيلة لا تسمعوا منهم اقوالاً مجوفة وشقشقة يحاولون بها التمويه على الافكار وما تجديهم نفعاً .
إن ظروف هذه القضية قاسية تدعو الى استعمال القسوة وان لا تجعلوا يا اصحاب الفضيلة للرأفة منفذاً الى قلوبكم ولنا من جرائم المتهمين أنفسهم مثلاً . . فلقد ابوا ان يرحموا القتلى، فلا حق لهم في الرحمة . وابوا ان يرأفوا بأحد فليس لهم ان يطلبوا الرأفة او منحهم إياها .
لقد قتلوا الابرياء، وابوا الا ان يكونوا قتلة مجرمين وسقوا ضحايا ارهابهم كأس الموت مراً .
فعلى هؤلاء المتهمين ان يتجرعوا بالكأس التي سقوها ضحاياهم الابرياء، وقد قال الله تعالى : \” يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى \” فالجزاء من جنس العمل وهؤلاء سلكوا طريق الاجرام شوطاً بعيداً . بل بلغ في قصير من الزمن اقصى مداه فدل بهذا على انهم عضو فاسد يجب بتره وجرثومة خبيثة يجب ان تستأصل .
لست اخاطبكم اصحاب الفضيلة القضاة بلسان مسؤول، بل اخاطبكم بلسان زوجات ضحايا الارهاب اللاتي ترملن وهن في زهرة شبابهن . . وابناء تيتموا وهم في حاجة الى ساعد ابيهم .
اخاطبكم باسماء مدن المملكة العربية السعودية التي ما تراجعت من قبل هذا النوع من الاجرام . . واناشدكم ان تلاحظوا ما نحن فيه من ظروف . واخاطبكم باسم الازواج والآباء وانا اشعر بمرارة الجرم وفظاعته .
وارجو يا حضرات القضاة ان انتم خلوتم الى خلوتكم المقدسة ان تنطقوا بكلمة العدل وتذكروا انتم ايضاً انكم آباء وازواج، وان تذكروا قوله تعالى وهو أصدق القائلين : \” ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب \” فلقد اصبح كل انسان هدفاً لنار اي شقي تربعت نفسه الشريرة تلك الافكار .
وكلمة العدل التي بها تنطقون يتجاوب صداها في نفوس ناشئة ونفوس ثائرة غاضبة ونفوس فزعة حائزة، لولا فضل من الله ونعمة بالامن المكين .
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *