وهب الله الأمير خالد الفيصل كريزما خاصة، قل ان تجدها إلا في قلائل من الناس، ولذلك شكلت عودته أميراً لمنطقة مكة المكرمة حضوراً ملموساً للحزم والعزم ، وهذا ما لاحظه معظم الناس ، فقد بدأت الشركات تعمل بجدية أكثر ، وبدأ الموظفون ورؤساء المرافق الرسمية يتعاملون بشكل جدي أكثر، وحتى نفسيات الناس في المنطقة بدأت تتفاعل وتنطلق في فضاءات رحبة من الأمل.
في اليوم الأول من مباشرة الأمير خالد لعمله في ديوان الامارة بمكة , كان لابد أن يعود الى سكنه في جدة بعد نهاية الدوام، وتصادف وأنا عائد الى منزلي في شرق جدة أن كان موكب الأمير عائداً من طريق الحرمين، وأوقفتنا سيارات الأمن على جسر جامعة الملك عبدالعزيز حتى يعبر موكب الأمير.
بعد عبور الموكب فتحوا لنا الطريق وعندما نزلت بسيارتي من فوق جسر الجامعة , وجدت دورية مرور في فوهة مدخل حيّنا ، سألت الجندي (وأنا أعرف السبب) لماذا أوقفتم السيارات؟.. فقال كلمة واحدة (موكب).. قلت (وأنا أعرف أنه موكب الأمير خالد الفيصل): لماذا لم تتركوا الطريق كما هو ليرى الأمير حجم الزحمة في مدخل جدة الجنوبي؟.. ابتسم الجندي ولم يجب .. وابتسمت له , ثم انتهى حوارنا.
والخلاصة هنا ان عددا من المسؤولين التنفيذيين عندنا لا يعرف كيف يساعد نفسه ، ولا كيف يساعد المواطنين .. فلو تركت الأمور على طبيعتها ، ورآها الوزير أو أمير بالمنطقة ، لعاش (الجو نفسه) ولعرف المشكلة، كيف هو حجمها ومقدار ضررها , ثم لقام بإيجاد الحل لها.
بعض المديرين عندنا لديهم تصور خاطئ عندما يزورهم (الكبير) سواء كان امير منطقة او وزيراً، فهم يجملون ويزينون المستشفى مثلاُ أو المدرسة ، أو الطريق والجسر والشارع ، فلا يرى المسؤول الكبير إلا صورة جميلة ، هي عكس الحقيقة المرّة .. ولو أنهم تركوا الوزير يزور المدارس المستأجرة المكتظة بالطلاب في الأحياء الخلفية الفقيرة ، والمستشفى المزدحم بالمرضى في كثير من الممرات وعلى الأسرة، والشارع المتخم بالزحمة والارتباك المروري، والشوارع المكسرة والمحفورة منذ سنوات ، لكان ذلك افضل لهم ولنا.
الأمير والوزير يريد أن يرى الحقيقة كما هي من غير رتوش , ليعرف المشكلات ويعالجها .. فهذا هو دوره .. لكن غباء بعض المديرين يحجب عن المسؤول الكبير الصور الباهتة والمهلهلة لبعض شوارعنا ومرافقنا ، وحينذاك كيف سيتم علاجها.. يا أيها الاخوة , الأمير والوزير لا يعلمان الغيب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *